(فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) ومن ورائها حياة مطلقة (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ)!.
(فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ) هي النومة المطلقة ولكن لا كالعادة المستمرة وإنما (سِنِينَ عَدَداً)!
وترى ماذا تعني «عددا» و «سنين» وهو جمع ، لا محالة عدد؟ قد تعني استقلالا لما استكثر من سنيّهم (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) فهنالك رقدات وموتات ام ماذا من خوارق العادات اكثر من هذا العدد.
فالسنين العدد هنا كدراهم معدودة في يوسف (٢٠) ونفيا عن عجب القصة ، (أَمْ حَسِبْتَ ..) ام وزيادة هنا هي ان سنيّهم معدودة معلومة كعددهم!.
إن الضرب التام على الأذن يسبقه نوم البصر ويقارنه نوم القلب دون موته ، وقد يعبر عنه بتغشية النعاس التي هي حدث صغير من الأحداث : (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ..) (٨ : ١١) واليقظات الثلاث في الإنسان : بصرا وأذنا فقلبا لمّا تغشّى بالنعاس فهنالك يتم النوم ويطّم ، وقد يستمر باستمرار سببه عاديا كما في سائر النوم ، أم خارقا للعادة كما في ذلك النوم ، حيث ضرب فيه على آذانهم سنين عددا حين يضرب على آذان الآخرين ساعات ، فلم يكن موتا ولا كنوم الآخرين وانما نومة خارقة العادة (١).
__________________
(١) وقد يعنيه «أماتهم» فيما يرويه الطبرسي في الاحتجاج عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه : وقد رجع الى الدنيا ممن مات خلق كثير منهم اصحاب الكهف أماتهم الله ثلاثمائة عام ثم بعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجتهم وليريهم قدرته وليعلموا ان البعث حق (نور الثقلين ٣ : ٢٥٢ ح ٢٩).