مشكوكة حاله (وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) (٢٠ : ٤٧) واما المقطوع انقطاعه عن الله ، الشريد عن الله ، والطريد عن رحمه الله ، فلا يستحق سلاما كما الاستغفار.
وكما جاز وعد الاستغفار لأبيه إذ لم يتبين له أنه عدو لله ، كذلك السلام ولا سيما في مواجهة الدعوة الى الله ، حيث تجلب المدعو بحنانه الى الله ، وحتى إذا تبين أنه عدو لله ، فسلام عليك بمعنى الاخبار لا محظور فيه! (وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ. فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (٤٣ : ٨٩) (سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) (٢٨ : ٥٥) (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً)(٢٥ : ٦٣).
إذا فسلام الاخبار عام لا محظور فيه ، وسلام الدعاء يخص غير من تبين انه من أصحاب الجحيم ، كدعاء الهداية والاستغفار ، مهما كان في حاضره من الكفار.
والقول ان جواز السلام على الكفار لعله شرعة ابراهيمية ليست في الإسلام كما وعديد من الأحاديث تمنعه ، جوابه انه لم ينسخه القرآن. بل وأيده : «وقل سلام ـ سلام عليكم ـ قالوا سلاما» وهذه الأحاديث مطروحة بمخالفة القرآن ، او مؤولة الى سلام الدعاء ، المحظور على من تبين انه من اصحاب ، الجحيم ، دون سلام الإخبار ، والسلام!.
(وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا)(٤٨).
وترى كيف يعتزل صاحب الدعوة الرسالية مرسلا إليهم ويدعو ربه بعيدا عنهم؟ إنه اعتزال عنهم وما يدعون من دون الله! فإذ يهدده المرسل اليه «لأرجمنك» وفي إمكانيته رجمه ، ثم يطلب اليه هجره مليا في لمحة إمهاله علّه