يفكر ويرجع عن غيه ، وإلّا فليعش في جوّ الإشراك بالله دونما فائدة إلا ظلامة القرب من الأوثان ، فالاعتزال إذا واجب أو راجح ذو أبعاد ثلاثة ، وفيه (أَدْعُوا رَبِّي) وعله يخفف عن وطأة الشرك في أبيه أو يهديه (عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا) هجر ملي ودعاء غير شقي ورب حفي وهنالك تتم وهبة الرحمة الربانية بلسان صدق علي ف «رحم الله عبدا طلب من الله عز وجل حاجة فألح في الدعاء استجيب له او لم يستجب ..» (١).
(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا (٤٩) وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا)(٥٠).
أترى ان إسحاق هو بكر مواليد إبراهيم فيفرد بذكره هنا؟ ام هو إسماعيل كما يتقدم عليه فيما يذكران (٢)؟ بكره هو إسماعيل لتقدمه حيث يذكران ، وقد يفرد بذكر إسحاق حيث المقام مقامه والأنبياء الإسرائيليين (٣) وهنا كامثاله يقتصر على ذكره حيث الهدف ذكر توالي النبوة في الشجرة الإسرائيلية ولذلك يعقبه بيعقوب ابنه دون إسماعيل أخيه ، كما قد يذكر إسماعيل وحده دون إسحاق (عليه السلام) (٤) حيث المقام يخصه دونه ، وحين
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٣٩ ح ٨٦ في اصول الكافي عن ابن قداح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : ... وتلا هذه الآية.
(٢) «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ» (١٤ : ٣٩) «أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى» (٢ :) ١٤) و ٣ : ٨٤ و ٤ : ١٦٣ و ٢ : ١٣٣ و ١٣٦.
(٣) «كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ» (١٢ : ٦) «وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ» (١٢ : ٣٨) ولا مجال هنا لذكر إسماعيل إذ ليس أبا يوسف وانما عمه.
(٤) «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ» (٢ : ١٢٧) ـ «وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ ـ