هنا يتقدم الرجم لأنه ظاهر الحال العاجلة من السلطة المشركة التي كانت في طلبهم وهم على ما هم من تصلّب العقيدة وتصلّدها ، ومن ثم لو نجوا عن الرجم فإعادة الى ملتهم وهي أشد من الرجم وأنكى!.
ترى وإذا اتقوهم في ظاهر الحال مسايرة عملية مع الحفاظ على ايمانهم أليسوا إذا مفلحين؟ ولكنما الدخول في جوّ التقية دونما إكراه ضلال ، حيث يقضي على عمل الايمان ، ومن ثم القضاء يتسرب للقضاء على نفس الايمان ، حيث التعوّد المسيّر على ترك واجبات الايمان وفعل محرماته ، مما يجرف تدريجيا الى ترك الايمان وليسوا هم بطبيعة الحال ممن يكتفي منكم بظاهر ادعاء العودة في ملتهم بعد ما قمتم قومتكم في رفضها ، إلّا ان يراقبوكم رقابة تامة في القيام بطقوس الشرك وترك التوحيد بكل مظاهره.
ف (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ .. وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً) أن (يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ) وكذلك ان «يرجموكم» حيث الظهور عليكم المخلف وراءه رجمكم إلقاء لأنفسكم بأيديكم الى التهلكة! فلو ماتوا جياعا خير لهم من ان يذهبوا ضياعا : رجما انتهاريا ام عودا في ملة الشرك اختياريا حيث الامتناع بالاختيار لا ينافي الاختيار!
وليس طلب البلغة والبقية للحياة مما يسمح لالقاء النفس الى التهلكة رجما ام عودا في ملة الشرك ، اللهم الا بحائطة قاطعة ان (لا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً) ، ولو شعروا فلا نتحمل إلّا رجما!
واعادتهم في ملتهم دليل على أنهم كانوا على ملتهم ثم استبصروا وكما نتلمحه من «إذ قاموا فقالوا ربنا الله لن نشرك به أحدا» أو أنهم كانوا لردح من الزمن يسايرونهم في ظاهر الشرك تقية نقية اضطرارية ، والعودة الى هذه الحالة اختياريا عود في ملة الشرك وان كان ظاهريا وهذا أظهر من العودة قضية كونها كالبدأة ولا عودة اضطراريا الى عقيدة.