شئت ، ولا فرق بين موصوله ومفصوله (١).
و (إِنْ شاءَ اللهُ) يعم باطن العقيدة والايمان والنية وظاهر القول والكتابة أماذا ، فالكتابة قول كتبي يكتب فيها ان شاء الله (٢) كما النية قول منوي ينوى معها (إِنْ شاءَ اللهُ)!
(إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) استثناء عن نفي القول لشيء (إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) فتقول لشيء إني فاعل ذلك غدا أم اي وقت كان إن شاء الله والشيء المفعول يعم المقال والفعال وتبديل الحال ، ولتكن لائقا لمشيئة الله تشريعا حتى يربط بمشيئته تكوينا ، و (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) يخص التكوين ، حيث المشيئة التشريعية واجبة الإحراز قبل الإرادة والفعل ، فلا تقبل اي تردد ، وإنما التردد في التكوينية.
فالقول لمحرم ام ومشتبه إني فاعل ذلك إن شاء الله مس من كرامة الله ، وان كانت المحرمات غير خارجة عن مشيئة الله كما تناسب ساحته دونما إجبار ، وانما تلحق مشيئته تعالى مشيئته المختار! فان (إِنْ شاءَ اللهُ)
__________________
(١) خلاف ما أخرجه سعيد بن منصور عن ابن عمر قال : كل استثناء موصول فلا حنث على صاحبه وإذا كان غير موصول فهو حانث (الدر المنثور ٤ : ٢١٨).
(٢) نور الثقلين ٣ : ٢٥٣ ح ٤٧ في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مرازم بن حكيم قال : أمره ابو عبد الله (عليه السلام) بكتاب في حاجة فكتب ثم عرض عليه ولم يكن فيه استثناء فقال (عليه السلام) : كيف رجوتم ان يتم هذا وليس فيه استثناء انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه.
وفي تهذيب الأحكام باسناده الى علي بن حديد عن مرازم قال دخل ابو عبد الله (عليه السلام) يوما الى منزل معتب وهو يريد العمرة فتناول لوحا فيه تسمية أرزاق العيال وما يخرج لهم فإذا فيه لفلان وفلان وفلان وليس فيه استثناء فقال : من كتب هذا الكتاب ولم يستثن فيه كيف ظن انه يتم؟ ثم دعى بالدواة فقال : الحق فيه إنشاء الله فالحق في كل اسم إنشاء الله.