(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) إرادة تشريعية ما لم يردها من أحد العالمين ، ارادتان منحصرتان لهم وفيهم ، منحسرتان عمن سواهم ، فلا يطلب من اهالى سائر البيوت الرسالية ما يطلب من اهل بيت الرسالة المحمدية (صلى الله عليه وآله وسلم) من مدارج التقوى والعبودية والاجتهاد الاضطهاد في سبيل الله ، وكما يروى عنه «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت» وقال عنه ربه (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) فلو لم يكن هو اوّل العابدين على ضوء الرعاية القمة للشرعة لم يكن اوّل المعصومين في ارادة تكوينية.
وهناك طهارة منفصلة عنهم ، وهي للمتصلين بهم ، المنسوبين إليهم ، يريدها الله منهم للحفاظ على محتد الطهارة لأهل بيت النبوة الأصول ، فطهارة نساء النبي وأقربائه وانسبائه لها تأثير منفصل في طهارته عند الناس ، وليس الله ليريد الطهارة لأهل بيت الطهارة أنفسهم ثم يهمل طهارتهم عند الناس ، فليكونوا وجها عند الله ليصلحوا دعاة الى الله ، ووجهاء عند الناس ليتجه بهم الناس الى الله.
لذلك تحل آية التطهير محلات نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لتحمل تطهيرهن الى تطهيرهم ، ولذلك نرى في الاكثرية المطلقة من روايات التطهير ليس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليرضى دخول مثل ام سملة الطاهرة في اهل البيت المعنيين بآية التطهير ، اللهم إلّا شذرا بقوله (إِنْ شاءَ اللهُ) انها قد تدخل في اهل البيت دخولا منفصلا إذا أصلحت وقنتت لله ورسوله ، فطهرّت اهل هذا البيت وجاه الناس بعد طهارتهم عند الله!
(وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (٣٤) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ