وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)(٣٥).
«واذكرن» أنتن نساء النبي ، القاطنات في بيت الوحي والتنزيل (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ ...) فأنتن أحرى من يذكر فيتذكر ، لنزول الوحي ابتداء في بيوتكن ، ولانتسابكن الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلكن ضعف الثواب وضعف العذاب ، ثم : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ...) هذه الصفات الكثيرة الغزيرة التي جمعت في هذه الآية تتعاون في تكوين النفس المسلمة.
وتلك هي عشرة كاملة ، لا بد ان تكون عشيرة المسلمين على درجاتهم ، من إسلام وايمان وقنوت وصدق وصبر وخشوع وتصدّق وصيام وحفظ للفرج وذكر الله كثيرا : (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ) كلهم (مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) والخطوة الاولى هي الإسلام الاستسلام امام الله ، إقرارا باللسان ، ثم الايمان تصديقا بالجنان ، ثم القنوت الطاعة الناشئة من الايمان ، ثم صدق في الطاعة والايمان ، ثم صبر على أخطار الصدق والايمان ، ثم خشوع في الجنان يربط كل جوانب الإنسان ، ثم تصدق في هذه السبيل بمال او حال او مقال على اية حال ، ثم صيام في شهر الصيام وفي كل مجال ، ثم حفظ للفرج عما يجب حفظه ، ثم ذكر الله كثيرا في قال وحال واعمال.
انه لا فرق بين قبيلي الرجال والنساء في فضيلة الأعمال أم رذيلتها ، مهما كان (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ) حيث القوامة هنا غيرها هناك في يوم الحساب ، فرب قائم بأمر ، ولي على امر يرجح عليه المولى عليه لرجاحة الأعمال.