(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)(٣٦)
هنا (قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ) لا تعني إلا التشريع من الله ، ثم بلاغ الشرعة من رسول الله ، ام وولاية الرسول على المؤمنين فيما يأمر وينهى كولي لأمر الأمة فإنه (أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)!
هذه الآية تقرر قرارا حاسما على الكتلة المؤمنة أن ليست لهم خيرة من أمرهم إذا قضى الله ورسوله أمرا سواء أكان من أمورهم الشخصية او الجماعية في اي حقل من الحقول ، في احكام جامعة كسائر الشرعة ، ام خاصة كذلك الزواج الصارم لما يحمل من بعدين ، تبنيا لصرح الامة على ما يريد الله وتقتضيه مصلحة الامة.
«ما كان» هنا وفي سواها نفي يضرب الى الأعماق ، يعني نهيا صارما لا قبل له ، والانتهاء به قضية أصل الايمان ، وإلّا فلا ايمان (ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ ..) و (أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) يستأصل كون
__________________
ـ الآية قالت قد رضيته لي يا رسول الله منكحا؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : نعم قالت إذا لا أعصي رسول الله قد انكحته نفسي واخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زينب بنت جحش لزيد بن حارثة فاستنكفت منه وقالت : انا خير منه حسبا وكانت امراة فيها حدة فانزل الله» (وَما كانَ ..) وفيه عنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لزينب اني أريد ان أزوجك زيد بن حارثة فاني قد رضيته لك قالت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكن لا أرضاه لنفسي وانا أيّم قومي وبنت عمتك فلم أكن افعل فنزلت الآية وفيه عن قتادة قال خطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زينب وهو يريدها لزيد فظنت انه يريدها لنفسه فلما علمت انه يريدها لزيد أبت فانزل الله هذه الآية.