١٥٧) في محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث الوصف الأعلى ياتي بعد العال ، فالنبوة هي منزلة اشرف من الرسالة.
ف ـ (رَسُولَ اللهِ) تثبت منزلته الثانية مطابقة وقبلها النبوءة الوحي التزاما ، (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) تثبت ثالثة هي النبوة ، ورابعة هي القمة والاخيرة انه ختم وتصديق للنبوات ، فليكن أفضلهم وآخرهم ، فلا نبوة بعده فضلا عن رسالة او نبوءة اللهم إلّا إلهاما على هامشة تفهما لنبوته دونما استقلال! وقد يعني «النبيين» جمع النبيء والنبي معا ، استئصالا لأية نبوءة وحي او نبوة رسالة وبينهما رسالة الوحي فذلك المثلث السامي مسلوب بعد نبوته ، مصدّق لمن قبله به ، فلا نبئ بعده ولا رسول ولا نبيّ حيث «ختم به الوحي»!فلو قال «خاتم النبيئين» لكان هنالك مجال الرسالة بعده او نبوّة! ولو قال «خاتم المرسلين» لكان بعده مجال النبوة ، فلما قال (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) زال كل مجال من مثلث الوحي على أية حال!
وحتى ان كان جمع النبي فكونه خاتمهم يقتضي انقطاع الوحي به ، فلما ذا يوحي بعده ، أتكميلا لما اوحي إليه كما في ولي العزم الآتي بعد سابقه؟ وهو خاتم النبيين فلا أفضل منه ولا يسامى! ام حفاظا وتصديقا لوحيه عن تطرق التحريف كما كان يوحى الى أنبياء بعد اولي العزم بهذا الصدد؟ وقرآنه محفوظ بحفاظ الله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) فلما ذا الوحي بعد ، اللهم إلّا إلهاما لعترته المعصومين ، تفصيلا لما أجمله من كتاب او سنة ، فان دور الإمامة لا يعني إلّا نشر الرسالة بتفاصيلها الواقعة ، دونما زيادة ولا نقيصة. فكل رسول بعد ولي عزم من الرسل كانت رسالته وقائية غير مكملة لما كانت مع ولي العزم ، فانما كان يوحى اليه ما أوحي من قبل ليواصل رسالته متحللة عن كل تحريف. وهذه الرسالة السامية معصومة بكتابها القرآن العظيم ، وهو العاصم لها عن كل