ما يتقوّل عليها دونما حاجة إلى رسالة متواصلة بعدها ، ثم الائمة المعصومون يوفون اكثر مما يوفى بأية رسالة وقد فعلوا!
ان أفضل النبيين هم الخمسة الذين دارت عليهم الرحى وهو خاتمهم الذي يرأسهم لأن في تصديقه لهم اثبات كيانهم ، وكما أخذ الله ميثاقهم بالايمان به والنصرة له : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ).
لذلك نرى «النبي» بمختلف صيغه في سائر القرآن اقل من «الرسول» كذلك (١) مما يوحي بقلة النبيين بين المرسلين ، وحين تذكر النبوة بعد الرسالة لا نجد من الخمس إلّا محمدا وموسى ، ومن سائر المرسلين إلا إسماعيل وان كان سائر الخمس وجماعة من المرسلين نبيين.
ثم رسالته الالهية هي القمة لحد يلمح كأنه الرسول لا سواه حيث «الرسول» معرفا لا نجده إلّا إياه (٨٤) مرة وكذلك «النبي» (٣٣) مرة لا يعني إلّا إياه ، مما يطمئننا أن الرسالات والنبوات الإلهية مركزة في جنابه (صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر الرسل والأنبياء انما جاءوا لتعبيد الطريق لهذه الرسالة النبوة السامية!
__________________
(١) النبي (٦٩) مرة والرسول «٣٩٤» مرة لكنهما معرفا مفردا لا يعنيان الا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي نور الثقلين ٤ : ٢٨٤ ح ١٤٣ في مناقب ابن شهر آشوب عن انس في حديث طويل سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : انا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأولياء وقال امير المؤمنين (عليه السلام): ختم محمد الف نبي واني ختمت الف وصي واني كلفت ما لم يكلفوا».