وهلّا يطع الكافرين ـ فقط ـ والمنافقين ـ إذا ـ فله ان يطيع غيرهما من المسلمين والمؤمنين؟! كلّا! فلا طاعة لغير الله ، وعل تخصيصهما بالذكر هنا لأنهما اراداها منه دون غيرهما ، وأن طاعتهما طاعة كافرة او منافقة ، وطاعة غيرهما طاعة فاسقة ، أو أن كل من طلب منه (صلى الله عليه وآله وسلم) طاعته من دون الله او مع الله فهو بذلك يصبح في صف الكافرين او المنافقين ، ولا طاعة لخصوص الرسول إلّا طاعة الله ولا اتباع له (صلى الله عليه وآله وسلم) إلّا لوحي الله ، إذ ليس يتأمر عليه ولي إلّا الله ، فمهما صحت طاعة لغير الرسول غير الله ، من رسول او امام معصوم امّن ذا من الدعاة الى الله ، فلا تصح للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلّا طاعة الله واتباع وحي الله!.
ولو لم تدلنا (لا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) على الّا يطع غيرهما ، فقد يدلنا (وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) اضافة الى سائر الآيات في طاعته واتباعه (صلى الله عليه وآله وسلم).
فهذه الثلاث رصيدات لهذه الداعية حيث تقيم وتقّوم دعوته على المنهج الواضح الناصح : تقوى الله وترك طاعة من سوى الله ، والتوكل فيهما على الله! مهما كان من باب إياك اعني واسمعي يا جاره ، يسمعانه فيقطعان آمالهم عن طاعته ويسمعه المؤمنون فيتقون!
(ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ). (٤)
هنا امور ثلاثة ما جعلها الله من تكوينية تحيل ان يجعلها غير الله ، ومن تشريعية تحرّم عليهم جعلها ، أترى ان بينها في سلبها او إيجابها صلة ورباطا؟ ثم ترى أن لها أم لأولاها رباطا بما سلفها؟