(إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)(٥٤).
ان تبدوا شيئا مما يؤذيه من نكاح أزواجه إمّا ذا من إيذاء (فَإِنَّ اللهَ كانَ) قبل نية الإبداء وبعدها ، قبل الإبداء وبعده «بكل شيء» من هذه وتلك «عليما» فعّمن تخفونه ما تخفونه؟
ومهما جاز دخول بيوت الأمة باستئذان لطعام وسواه فلا يجوز دخول بيوت النبي (إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ ... وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) حيث المتطلبات الرسالية تضيق عليه أوقاته الشريفة فلا يسطع ان يضيفكم او يطيل الجلوس في مجلسكم.
وهكذا تكون السنة فيمن يحذو حذو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) إذ يجوز دخول سائر البيوت باستئذان ، ولكن بشرط ظاهر الرضا ، واما الأذن عن استحياء ، او الأكل او طول المكوث ، فلا يسمح باي تصرف فانه دون رضى مهما لفظ بإذن ، وعلينا ان نعيش واقعيين ، بعيدين عن عشرة التخجيل والاستحياء ، فلا نستحي في الحق ولا نجعل الناس في استحياء ، فشرّ الإخوان من تكلّف له.
آية السئوال من وراء حجاب هي اولى آيات الحجاب ، ابتداء ببيت النبي كما في روايات ولكن :
(لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً)(٥٥).
أترى لماذا هنا يستثنى عن عموم فرض الحجاب ـ فقط ـ هؤلاء المذكورون ، ويترك الأعمام والأخوال كأنهم ليسوا من المحارم؟ ليس هنا