بين يديه من كتاب! فحتى لو تاكدوا ـ فعلا ـ من بطلانه لكانت الاستحالة باطلة ، حيث الحال لا تحكم على الاستقبال ، فرب حال ترى انها من المحال لقصور في العلم او القدرة ، ثم يتحول في الاستقبال من راجحة الأحوال.
اجل في الضروريات العقلية الثابتة لدى كل عاقل قد يصح القول الصامد «لن ـ او ـ حتما» مستحيلا ام واجبا ، واما غير الضروريات البدائية ، فضلا عما تدل بنفسها على حقها كما القرآن ، فكيف يصح القول (لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ) أللهم إلّا ان يخبروا بمدى لئامتهم وعنادهم للحق ، دون قصور في القرآن ، ولكنهم على عنادهم قد يتحولون الى حالة اخرى!
ف ـ «لن» في مثل القرآن ليست لتصدق او تصدّق على أية حال ، وهم يرفضون بها حاضر الايمان ومستقبله بالقرآن ، عنادا.
فالقرآن بنفسه شاهد صدق يفرض على من يتدبره الايمان به ، ويرجح لمن لم يتدبر ، واما إحالة الايمان فليست إلّا من إغلاق باب العقل والفطرة لحدّ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (٤١ : ٢٦)!
(الَّذِينَ كَفَرُوا) هنا هم المشركون واضرابهم من غير الكتابيين مهما كانوا موحدين ، و (بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) صيغة دائبة في سائر القرآن عن سائر كتابات السماء ، إلّا فيما تقرن بقرينة تدل على الحياة الاخرى (.. ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ ..) فانها الحياة الأخرى بعد مستقبل الاولى ، ولكن (بَيْنَ يَدَيْهِ) تخصه بضميرها المفرد ولا تخصه الاخرى ، اضافة الى قرن (بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) ـ (بِهذَا الْقُرْآنِ) فما بين