ثم (وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) تشملها كلها ، وحتى البعيد في قياسهم البعيد البعيد ، هو في تلك الأخذة الشاملة قريب : (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) (٥٠ : ٤١).
وكيف لا يكون قريبا وربك الآخذ منهم قريب قريب ، وعلمه قريب وقدرته قريبة وما ذلك من الله ببعيد غريب! وحين الرجعة عند قيام القائم بالحق يؤخذ المشركون احياء وأمواتا من مكان قريب ، فكما حيهم في هذه الأخذة قريب ، كذلك ميتهم وما ذلك على الله بعزيز (١).
__________________
(١) في تفسير القمي في الآية حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال قال ابو جعفر (عليه السلام) والله لكأني انظر الى القائم (عليه السلام) وقد أسند ظهره الى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول : يا ايها الناس من يحاجني في الله فانا اولى بالله ، ايها الناس من يحاجني بآدم فانا اولى بآدم ، ايها الناس من يحاجني في نوح فانا اولى بنوح ايها الناس من يحاجني بإبراهيم فانا اولى بإبراهيم ايها الناس من يحاجني بعيسى فأنا اولى بعيسى ، ايها الناس من يحاجني بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فانا اولى بمحمد ، ايها الناس من يحاجني بكتاب الله فانا اولى بكتاب الله ـ
ثم ينتهي الى المقام فيصلي ركعتين وينشد الله حقه ، ثم قال ابو جعفر (عليه السلام) هو والله المضطر في كتاب الله في قوله : أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ـ
فيكون اوّل من يبايعه جبرئيل ثم الثلاث مائة والثلاثة عشر ، فمن كان ابتلي بالمسير وافى ، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه وهو قول امير المؤمنين (عليه السلام) هم المفقودون عن فرشهم وذلك قول الله : فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ـ قال : الخيرات الولاية ، وقال في موضع آخر : ولئن أخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة ـ وهم اصحاب القائم (عليه السلام) يجمعون اليه في ساعة واحدة ـ فإذا جاء الى البيداء يخرج اليه جيش السفياني فيأمر الله عز وجل الأرض فيأخذ بأقدامهم وهو قوله عز وجل : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ـ