أتقولون بعد انني ضللت وأنتم المهتدون؟
(قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)(٥٠).
أترى حين يصح (فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) فأين تذهب تبعة أتباع الضال وهو ظاهر بمظهر داعية الهدى؟
(عَلى نَفْسِي) هنا لها واجهتان اثنتان : ان رأس الزاوية في الضلال هو الضال مهما ضل به غيره ، ومن ثم حين يتجرد الضال عن الدعوة الى ما هو فيه مسايرة في الحوار ، فهو هو المختص بضلالة ، (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي) ويا له أدبا بارعا في الاعتراف بضلاله لولا هدي الوحي من ربه.
فلو كانت بي جنة فمن نفسي وعليها ، وان اهتديت دون زلة ولا ضلالة (فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي) انه سميع» دعوة الداعين «قريب» إليهم ، وقد تعني ضلال التوحيد دون ضلال في سائر جنبات الرسالة ان لو كنت ضالا في دعوة التوحيد رغم بيناته فلا ضير لكم ان تعبدوا إلها واحدا.
وان اهتديت فهنا الضير كل الضير في تكذيبي فإنه تكذيب لربي! فلا عليكم ـ إذا ـ إن ضللت ، ولكم إن اهتديت فلان آثار الهدى في باهرة فعليكم ـ إذا ـ اتباعي!
(وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)(٥١).
(وَلَوْ تَرى) : ليتك ترى الآن «إذ فزعوا» هؤلاء المشركون بأثلاث الافزاع : فزع الرجعة والموت و «الفزع» الأكبر» (٢١ : ١٠٣) وهو المحور وهو الآخر!؟.