أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ. (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٣٠ : ٥٠).
هنا «أرسل» ماضيا ، ضاربة الى اعماق الماضي منذ خلقت الأرض والسماء وعمّرتا ، وقبل خلق الإنسان فهو الآن أحرى ، وفي الروم والأعراف «يرسل» تدليلا لاستمرار ما مضى ما هما عامرتان ، فذلك إرسال في مثلث الزمان!.
ثم الرياح منها مغيرة آية العذاب كريح صرصر في ايام نحسات سببا لموتات نحسات ، ومنها مثيرة تثير السحاب (إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) و (لِبَلَدٍ مَيِّتٍ) لحياة وحياة!
فالرياح المغيرة ترسل الى بلد حي للإغارة والموت ، والمثيرة (إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) لإثارة الحياة ، ف «الى» هنا تهدف صالح البلد كما تلمح له «البلد» في الأعراف.
والسحاب هو المسحوب من ابخرة المياه الأرضية ، تسحب الى جو السماء ، ثم الرياح الساخنة تثيرها ، ثم الباردة تقلها سحابا ثقالا حيث تثقلها وتكثفها ، ثم بالتيارات الجوية في مختلف طبقاتها تساق لبلد ميت اليه (فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ)!
دليل واقعي مكرور امام الأعين غير منكور ، فكيف ينكر هؤلاء حياة النشور؟! فكما الله يعلم ميت البلاد فيحييها ، كذلك يعلم ميت العباد فيحييهم وأحرى (كَذلِكَ النُّشُورُ) فالعلم هو العلم والقدرة هي القدرة وإذا كان إحياء البلاد هنا فضلا يجوز تركه ، فإحياء العباد عدل لا يجوز تركه (كَذلِكَ النُّشُورُ)!.