توابع الشمس ، وهي نجم صغير من مليارات الشموس والنجوم في مليارات المجرات والجزائر السماوية ، أفأنت الغني والله فقير؟!
أتزعم ان في بعث الرسل إليك ، وتواترهم في دعوتك بكتابات السماء ، ان في تلك الدعاية الفخمة المتواصلة ، والداعية الفخمة الدائبة ، حاجة من الله إليك ، فحين تستجيب الداعية فلله فيها حظوة وعزة ، وحين تردها فعلى الله هزّه وذلة؟
لا! يا أيتها الحشرة الصغيرة الهزيلة ، بل (أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).
غني إذ يدرّ عليكم رحمة دون ضنّة ، حميد إذ لا يحملكم على إنفاقه ، ما يعود بنفعه اليه ، فالكل عائد إليك في تقواك ، وما يد عليك في طغواك.
أنت الفقير ان يهديك الله اليه (وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) إذ لا يذرك في ضلالك ، ولا يهدرك في كلالك.
سبحانك يا رب ، فانا الفقير في غناي إليك فكيف لا أكون فقيرا في فقري إليك! انا الفقر كله ، انا اللاشيء كله ، وأنت الغنى كلها ، وأنت مشيّئ الأشياء كلها ، لا لحاجة منك إليها فهي المحتاجة إليك :
(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) (١٧).
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ، وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) (١٤ : ٢٠) (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ) (٤ : ١٣٣) (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ) (٦ : ١٣٣) (وَما ذلِكَ عَلَى (١) اللهِ بِعَزِيزٍ)!