ينكحن بعده ولا ألّا يحترمن كأمهات ، إذا ففي انطلاقهن هذا سماح لطلاقهن.
وقد يروى عن القائم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف : «ان الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فخصهن بشرف الأمهات فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا أبا الحسن إن هذا الشرف باق لهن ما من الله على الطاعة فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج وأسقطها من تشرف الأمهات ومن شرف امومة المؤمنين» (١)!
وكان حقا له أن يسقط حقه بطلاقهن عن هذا الشرف فيما يضيع حقه في اولويته على المؤمنين بالخروج على امير المؤمنين ومثيله في اولويته تلك في سدّته العليا وإمرته المنصوصة عليهم.
ترى إذا كانت أزواجه أمهاتهم أليس ـ إذا ـ هو أباهم في اصل الحرمة الوالدية فلما ذا (النَّبِيُّ أَوْلى ...) وليس «أبوهم»؟ (٢).
ان أولويته المطلقة اولى من الأبوية ، فانه اولى من أبويهم ومن كل ولي لديهم! فهو الأب الاوّل للمؤمنين وولده الامة درجات أعلاها علي (عليه
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٣٣٨ ح ١٧ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سعد بن عبد الله القمي عن الحجة القائم (عليه السلام) حديث طويل وفيه : قلت : فاخبرني يا مولاي عن معنى الطلاق الذي فرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حكمه الى امير المؤمنين (عليه السلام) قال (عليه السلام) : ان الله تقدس اسمه ...
(٢) في الدر المنثور ٥ : ١٨٣ اخرج عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة انهم قرءوا الآية باضافة «وهو أب لهم» أقول : وهو معروض عرض الحائط لكونه خلاف المتواتر الموجود من القرآن وان «النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ» تعني فوق الابوة فلا حاجة الى ذكرها وليس مثله الا مثل القائل «محمد رسول الله وهو مؤمن»!