ومن ثم تنتقل الاولوية بالرحم عن عنوانها المشير بعد الإمرة المعصومة ، الى الاولوية بالشورى ، وأولوية الشورى في إمرة السياسة والفتوى ، ف ـ (أُولُوا الْأَرْحامِ) عنوان مشير في الإمرة المعصومة المنتصبة حيث الرحم ـ فقط ـ ليس ليختص بنفسه الإمرة إلّا للأصلحية المنضمّة إليه وهي الأصيلة ، ثم هو في الميراث عنوان للحكم بالاولوية فيه حيث الرحم وقربه هو موضوع الحكم لكونه الرحم ، وهو في إمرة الشورى عوان بين الاشارة والموضوعية ، اشارة الى الأقربين إلى أهل بيت الرسالة علما وتقوى أرحاما وغير أرحام ، وهي بنفسها الموضوعية حيث الاقربية إليهم في روحية الرحم هي موضوع الاصلحية في الإمرة.
ف ـ (أُولُوا الْأَرْحامِ) تعني اولي أرحام النبي (صلى الله عليه وآله
__________________
ـ وفيه ح ١٥ عنه باسناده عن إسماعيل بن عبد الله قال قال الحسين بن علي (عليه السلام : لما أنزل الله تبارك وتعالى لي هذه الآية (وَأُولُوا الْأَرْحامِ ..) سألت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن تأويلها فقال : والله ما يعني بها غيركم وأنتم اولوا الأرحام فإذا مت فأبوك علي اولى بي وبمكاني فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن (عليه السلام) فإذا مضى الحسن فأنت اولى به فقلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! ومن بعدي؟ قال : ابنك علي اولى بك من بعدك فإذا مضى فابنه محمد اولى به فإذا مضى محمد فابنه جعفر اولى به من بعده وبمكانه فإذا مضى جعفر فابنه موسى اولى به من بعده فإذا مضى موسى فابنه علي اولى به من بعده فإذا مضى علي فابنه محمد اولى به من بعده فإذا مضى محمد فابنه على اولى به من بعده فإذا مضى علي فابنه الحسن اولى به من بعده فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك فهذه الائمة التسعة من صلبك أعطاهم الله علمي وفهمي طينتهم من طينتي ما لقوم يؤذوني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي أقول : وتاويل آية اولى الأرحام بذلك بالغ حدّ التواتر وفيما نقلناه الكفاية كنموذج.
وفي ملحقات الاحقاق ٣ : ٤١٨ ذكر نزولها في علي وأئمة اهل البيت جماعة من أئمة الحديث منهم الترمذي في مناقب مرتضوي ٦٢ نقل اتفاق المفسرين على نزولها في علي لأنه الذي كان مؤمنا ومهاجرا وابن عمه ومنهم ابن مردويه في المناقب كما في كشف الغمة ٩٥