(ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً .. لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ..) وفي وهن الفعل (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ ..) تعويقا لإخوانهم بقولة وفعلة مريبة (وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ) : أضرابهم في ضعف الايمان (هَلُمَّ إِلَيْنا) تثبيطا وفرارا ، وهم أنفسهم لا يأتون البأس إلّا قليلا منه وقليلا منهم ، وهؤلاء القلة في القلة لا يثبتون في البأس بل يثبطون ويثبّطون.
وقد يعني (هَلُمَّ إِلَيْنا) فيما يعني قول فلان لرجل بجنبه من إخوانه اما ترى هذا الشيطان عمروا ما يفلت من يديه أحد فهلموا ندفع إليه محمدا ليقتله ونلحق بقومنا فانزل الله آية المعوقين (١) وهنالك وقعت الطامة
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٥٠ فيما أورده القمي من القصة .. وأقبلت قريش فلما نظروا الى الخندق قالوا هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها قبل ذلك فقيل لهم : هذا من تدبير الفارسي الذي معه فوافى عمرو بن عبد ود وهبيرة بن وهب وضرار ابن الخطاب الى الخندق وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد صف أصحابه بين يديه فصاحوا بخيلهم حتى طفروا الخندق الى جانب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصاروا اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلهم خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقدموا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين أيديهم وقال رجل من المهاجرين وهو فلان لرجل بجنبه ... وركز عمرو بن عبد ود رمحه في الأرض واقبل يجول جولة ويرتجز ويقول : ولقد بححت من النداء لجمعكم هل من مبارز ووقفت إذ جبن السجاع مواقف القرن المناجز
اني كذلك لم أزل متسرعا نحو الهراهز ان الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من لهذا الكلب؟ فلم يجبه احد فوثب اليه امير المؤمنين (عليه السلام) فقال : انا له يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا علي! هذا عمرو بن عبدود فارس يليل فقال : انا علي بن أبي طالب فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ادن مني فدنا منه فعممه بيده ودفع اليه سيفه ذا الفقار وقال له : اذهب وقاتل بهذا وقال : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته فمرّ امير المؤمنين (عليه السلام) يهرول في مشيه وهو يقول :
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز |
|
ذو نية وبصيرة ولصدق منجى كل فائز |