سهلة لا تلتوي كالعبادات التي لا تكلف نفسا ولا مالا ، وإنما حالا وأعمالا!.
فالمقتدي به (صلى الله عليه وآله وسلم) في محراب الصلاة ، والتارك له القاعد عنه في محراب الحرب اسوته غير حسنة ، وهو ممن يعبد الله على حرف (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) (٢٢ : ١١)! او الأسوة به في علم دون عمل ، ام عمل دون علم ، ام في علم وعمل دون عقيدة ونية ، أنها أسوة سيئة.
ان خندق الحرب مع الأحزاب حيث ابتلي به المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ، كان فتنة يفتتن بها من يدّعون الايمان ، فامتاز به صادق الايمان عن كاذبه ، ومازج الايمان وساذجة عن ناضجه ، وهنالك الاسوة معيار له عياره المطلق ، المؤتسي به في هذه المعركة المزلزلة المزمجرة له أسوة حسنة في كافة الحالات ، وهو ممن (كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً).
انها لم تكن صدفة ان تحتفى آية الاسوة بآيات خندق الأحزاب ، قبلها زلزال المؤمنين ونفاق المنافقين ، وبعدها تصديق المؤمنين وزيادة الايمان والتسليم ، والكل بين انهزام الكافرين (إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها ..)(٩) وردهم بغيظهم (وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً)(٢٥) خمسة عشرة آية بينهما واخيرتها (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ..)!
آية الاسوة تفرض بكل تأكيد وتأبيد الاسوة الحسنة المطلقة برسول الله (لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً)