الذى ترتبط فيه ارتباطا وثيقا بالجغرافيا الوصفية لا كفرع مستقل لأن هذا يتصل بالعلوم الدقيقة. كما وأن عرضا عاما كهذا يتطلب بعض الاتساع من ناحية اللغة ليفسح مجالا للآثار الجغرافية باللغتين الفارسية والتركية ؛ وفى خط تطوره الذى شمل اللغات الثلاث نلاحظ أحيانا أن بعض حلقاته قد حفظ لنا فى لغة مغايرة اللغة التى كتب بها الأصل ؛ فمن المعروف مثلا أن كتاب حاجى خليفة (القرن السابع عشر) بالتركية وهو «جهاننما» يغلب أن يكون وضعه مؤلفه فى بادئ الأمر باللغة العربية. وبعض آثار الأدب الجغرافى المبكر باللغة الفارسية ، مثل المصنف المشهور «حدود العالم» (٩٨٢) الذى لم يعرف مؤلفه إلى الآن أو ككتاب كرديزى (حوالى عام ١٠٥٠) ، قد حفظ لنا خطوطا هامة من تاريخ الأدب الجغرافى العربى بحيث يصبح ذلك التاريخ مبتورا إذا أغضينا النظر عنها.
ويمكن القول بوجه عام أنه ليس من أغراض هذا الكتاب الإلمام بكل أطراف الموضوع بحثا واستيفاء إنما يهدف تقديم لوحة عامة لتطور الأدب الجغرافى ولشخصياته وآثاره المختلفة وذلك على ضوء الاستقراءات التى وصل إليها البحث المعاصر ، كما يهدف أيضا المساهمة فى تقديم العون اللازم كمرجع أولى بالنسبة للموضوعات المختلفة التى يعالج الكلام عليها.