شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)(١٠)
(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ) كذاب. (أَثِيمٍ) كثير الآثام.
(يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ) يقيم على كفره. (مُسْتَكْبِراً) عن الإيمان بالآيات و (ثُمَ) لاستبعاد الإصرار بعد سماع الآيات كقوله : يرى غمرات ثمّ يزورها. (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) أي كأنه فخففت وحذف ضمير الشأن والجملة في موضع الحال ، أي يصر مثل غير السامع. (فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) على إصراره والبشارة على الأصل أو التهكم.
(وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً) وإذا بلغه شيء من (آياتِنا) وعلم أنه منها. (اتَّخَذَها هُزُواً) لذلك من غير أن يرى فيها ما يناسب الهزء ، والضمير ل (آياتِنا) وفائدته الإشعار بأنه إذا سمع كلاما وعلم أنه من الآيات بادر إلى الاستهزاء بالآيات كلها ولم يقتصر على ما سمعه ، أو لشيء لأنه بمعنى الآية. (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ).
(مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ) من قدامهم لأنهم متوجهون إليها ، أو من خلفهم لأنها بعد آجالهم. (وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ) ولا يدفع عنهم. (ما كَسَبُوا) من الأموال والأولاد. (شَيْئاً) من عذاب الله. (وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ) أي الأصنام. (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) لا يتحملونه.
(هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ)(١١)
(هذا هُدىً) الإشارة إلى القرآن ويدل عليه قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) وقرأ ابن كثير ويعقوب وحفص برفع (أَلِيمٌ) وال (رِجْزٍ) أشد العذاب.
(اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(١٣)
(اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ) بأن جعله أملس السطح يطفو عليه ما يتخلخل كالأخشاب ولا يمنع الغوص فيه. (لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ) بتسخيره وأنتم راكبوها. (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) التجارة والغوص والصيد وغيرها. (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) هذه النعم.
(وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) بأن خلقها نافعة لكم. (مِنْهُ) حال من ما أي سخر هذه الأشياء كائنة منه ، أو خبر لمحذوف أي هي جميعا منه ، أو ل (ما فِي السَّماواتِ وَسَخَّرَ لَكُمْ) تكرير للتأكيد أو ل (ما فِي الْأَرْضِ) ، وقرئ منه على المفعول له ومنه على أنه فاعل (سَخَّرَ) على الإسناد المجازي أو خبر محذوف. (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) في صنائعه.
(قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)(١٥)
(قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا) حذف المقول لدلالة الجواب عليه ، والمعنى قل لهم اغفروا يغفروا أي يعفوا ويصفحوا. (لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) لا يتوقعون وقائعه بأعدائه من قولهم أيام العرب لوقائعهم ، أو لا يأملون الأوقات التي وقتها الله لنصر المؤمنين وثوابهم ووعدهم بها. والآية نزلت في عمر رضي الله عنه شتمه غفاري فهم أن يبطش به ، وقيل إنها منسوخة بآية القتال. (لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) علة للأمر ، والقوم هم المؤمنون أو الكافرون أو كلاهما فيكون التنكير للتعظيم أو التحقير أو الشيوع ، والكسب المغفرة أو