فعول من منه إذا قطعه.
(قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ) أتربص هلاككم كما تتربصون هلاكي.
(أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ) عقولهم. (بِهذا) بهذا التناقض في القول فإن الكاهن يكون ذا فطنة ودقة نظر ، والمجنون مغطى عقله والشاعر يكون ذا كلام موزون متسق مخيل ، ولا يتأتى ذلك من المجنون وأمر الأحلام به مجاز عن أدائها إليه. (أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ) مجاوزون الحد في العناد وقرئ «بل هم».
(أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ)(٣٦)
(أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ) اختلقه من تلقاء نفسه. (بَلْ لا يُؤْمِنُونَ) فيرمونه بهذه المطاعن لكفرهم وعنادهم.
(فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ) مثل القرآن. (إِنْ كانُوا صادِقِينَ) في زعمهم إذ فيهم كثير ممن عدوا فضحاء فهو رد للأقوال المذكورة بالتحدي ، ويجوز أن يكون ردا للتقول فإن سائر الأقسام ظاهر الفساد.
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ) أم أحدثوا وقدروا من غير محدث ومقدر فلذلك لا يعبدونه ، أو من أجل لا شيء من عبادة ومجازاة. (أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) يؤيد الأول فإن معناه أم خلقوا أنفسهم ولذاك عقبه بقوله :
(أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) و (أَمْ) في هذه الآيات منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار. (بَلْ لا يُوقِنُونَ) إذا سئلوا من خلقكم ومن خلق السموات والأرض قالوا الله إذ لو أيقنوا ذلك لما أعرضوا عن عبادته.
(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (٣٧) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ)(٣٨)
(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ) خزائن رزقه حتى يرزقوا النبوة من شاؤوا ، أو خزائن علمه حتى يختاروا لها من اختارته حكمته. (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) الغالبون على الأشياء يدبرونها كيف شاؤوا. وقرأ قنبل وحفص بخلاف عنه وهشام بالسين وحمزة بخلاف عن خلاد بين الصاد والزاي ، والباقون بالصاد خاصة.
(أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ) مرتقى إلى السماء. (يَسْتَمِعُونَ فِيهِ) صاعدين فيه إلى كلام الملائكة وما يوحي إليهم من علم الغيب حتى يعلموا ما هو كائن. (فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) بحجة واضحة تصدق استماعه.
(أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (٣٩) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٠) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤١) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)(٤٣)
(أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) فيه تسفيه لهم وإشعار بأن من هذا رأيه لا يعد من العقلاء فضلا أن يترقى بروحه إلى عالم الملكوت فيتطلع على الغيوب.
(أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً) على تبليغ الرسالة. (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ) من التزام غرم. (مُثْقَلُونَ) محملون الثقل فلذلك زهدوا في اتباعك.
(أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ) اللوح المحفوظ المثبت فيه المغيبات. (فَهُمْ يَكْتُبُونَ) منه.
(أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً) وهو كيدهم في دار الندوة برسول الله صلىاللهعليهوسلم. (فَالَّذِينَ كَفَرُوا) يحتمل العموم والخصوص فيكون وضعه موضع الضمير للتسجيل على كفرهم ، والدلالة على أنه الموجب للحكم المذكور.