له. وقيل المعنى (أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ) يعني الأصنام يجعلونهم مثل المؤمنين في الآخرة كأنه لما نفى أن تكون التسوية من الله تعالى نفى بهذا أن تكون مما يشاركون الله به.
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ)(٤٣)
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) يوم يشتد الأمر ويصعب الخطب وكشف الساق مثل في ذلك ، وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب. قال حاتم.
أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضّها |
|
وإن شمرت عن ساقها الحرب شمّرا |
أو يوم يكشف عن أصل الأمر وحقيقته بحيث يصير عيانا مستعار من ساق الشجر وساق الإنسان ، وتنكيره للتهويل أو للتعظيم. وقرئ «تكشف» و «تكشف» بالتاء على بناء الفاعل أو المفعول والفعل للساعة أو الحال. (وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) توبيخا على تركهم السجود إن كان اليوم يوم القيامة ، أو يدعون إلى الصلوات لأوقاتها إن كان وقت النزع. (فَلا يَسْتَطِيعُونَ) لذهاب وقته أو زوال القدرة عليه.
(خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) تلحقهم ذلة. (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) في الدنيا أو زمان الصحة. (وَهُمْ سالِمُونَ) متمكنون منه مزاحو العلل فيه.
(فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٦) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ)(٤٧)
(فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ) كله إليّ فإني أكفيكه. (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) سندنيهم من العذاب درجة درجة بالإمهال وإدامة الصحة وازدياد النعمة. (مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) أنه استدراج وهو الإنعام عليهم لأنهم حسبوه تفضيلا لهم على المؤمنين.
(وَأُمْلِي لَهُمْ) وأمهلهم. (إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) لا يدفع بشيء ، وإنما سمي إنعامه استدراجا بالكيد لأنه في صورته.
(أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً) على الإرشاد. (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ) من غرامة. (مُثْقَلُونَ) بحملها فيعرضون عنك.
(أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ) اللوح أو المغيبات. (فَهُمْ يَكْتُبُونَ) منه ما يحكمون به ويستغنون به عن علمك.
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ (٤٨) لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (٤٩) فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)(٥٠)
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) وهو إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم. (وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ) يونس عليهالسلام. (إِذْ نادى) في بطن الحوت. (وَهُوَ مَكْظُومٌ) مملوء غيظا من الضجرة فتبتلي ببلائه.
(لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ) يعني التوفيق للتوبة وقبولها وحسن تذكير الفعل للفصل ، وقرئ «تداركته» و «تداركه» أي تتداركه على حكاية الحال الماضية بمعنى لولا أن كان يقال فيه تتداركه. (لَنُبِذَ بِالْعَراءِ) بالأرض الخالية عن الأشجار. (وَهُوَ مَذْمُومٌ) مليم مطرود عن الرحمة والكرامة. وهو حال يعتمد عليها الجواب لأنها المنفية دون النبذ.
(فَاجْتَباهُ رَبُّهُ) بأن رد الوحي إليه ، أو استنبأه إن صح أنه لم يكن نبيا قبل هذه الواقعة. (فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) من الكاملين في الصلاح بأن عصمه من أن يفعل ما تركه أولى ، وفيه دليل على خلق الأفعال