(هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ) ملكي وتسلطي على الناس ، أو حجتي التي كنت أحتج بها في الدنيا ، وقرأ حمزة «عني مالي عني سلطاني» بحذف الهاءين في الوصل والباقون بإثباتها في الحالين.
(خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) (٣٢)
(خُذُوهُ) يقوله الله تعالى لخزنة النار. (فَغُلُّوهُ).
(ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ) ثم لا تصلوه إلا الجحيم ، وهي النار العظمى لأنه كان يتعظم على الناس.
(ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً) أي طويلة. (فَاسْلُكُوهُ) فأدخلوه فيها بأن تلقوها على جسده وهو فيما بينها مرهق لا يقدر على حركة ، وتقديم ال (سِلْسِلَةٍ) كتقديم (الْجَحِيمَ) للدلالة على التخصيص والاهتمام بذكر أنواع ما يعذب به ، و (ثُمَ) لتفاوت ما بينها في الشدة.
(إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (٣٥) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ)(٣٧)
(إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ) تعليل على طريقة الاستئناف للمبالغة ، وذكر (الْعَظِيمِ) للإشعار بأنه هو المستحق للعظمة فمن تعظم فيها استوجب ذلك.
(وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) ولا يحث على بذل طعامه أو على إطعامه فضلا عن أن يبذل من ماله ، ويجوز أن يكون ذكر الحض للإشعار بأن تارك الحض بهذه المنزلة فكيف بتارك الفعل. وفيه دليل على تكليف الكفار بالفروع ، ولعل تخصيص الأمرين بالذكر لأن أقبح العقائد الكفر بالله تعالى وأشنع الرذائل البخل وقسوة القلب.
(فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ) قريب يحميه.
(وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ) غسالة أهل النار وصديدهم فعلين من الغسل.
(لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ) أصحاب الخطايا من خطئ الرجل إذا تعمد الذنب لا من الخطأ المضاد للصواب ، وقرئ «الخاطيون» بقلب الهمزة ياء و «الخاطون» بطرحها.
(فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (٣٨) وَما لا تُبْصِرُونَ (٣٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)(٤٠)
(فَلا أُقْسِمُ) لظهور الأمر واستغنائه عن التحقيق بالقسم ، أو ف (أُقْسِمُ) ولا مزيدة أو فلا رد لإنكارهم البعث و (أُقْسِمُ) مستأنف. (بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ) بالمشاهدات والمغيبات وذلك يتناول الخالق والمخلوقات بأسرها.
(إِنَّهُ) إن القرآن. (لَقَوْلُ رَسُولٍ) يبلغه عن الله تعالى فإن الرسول لا يقول عن نفسه. (كَرِيمٍ) على الله تعالى وهو محمد أو جبريل عليهما الصلاة والسلام.
(وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٤٢) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٤٣)
(وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ) كما تزعمون تارة. (قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ) تصدقون لما ظهر لكم صدقه تصديقا قليلا لفرط عنادكم.
(وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ) كما تدعون أخرى. (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) تذكرون تذكرا قليلا ، فلذلك يلتبس الأمر