(إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ) أمامهم أو خلف ظهورهم. (يَوْماً ثَقِيلاً) شديدا مستعار من الثقل الباهظ للحامل ، وهو كالتعليل لما أمر به ونهى عنه.
(نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ) وأحكمنا ربط مفاصلهم بالأعصاب. (وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً) وإذا شئنا أهلكناهم و (بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً) في الخلقة ، وشدة الأسر يعني النشأة الثانية ولذلك جيء ب (إِذا) أو بدلنا غيرهم ممن يطيع (وَإِذا) لتحقق القدرة وقوة الداعية.
(إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٢٩) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (٣٠) يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً)(٣١)
(إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ) الإشارة إلى السورة أو الآيات القريبة ، (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) تقرب إليه بالطاعة.
(وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) وما تشاؤون ذلك إلا وقت أن يشاء الله مشيئتكم ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر يشاؤن بالياء. (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً) بما يستأهل كل أحد. (حَكِيماً) لا يشاء إلا ما تقتضيه حكمته.
(يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ) بالهداية والتوفيق للطاعة. (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) نصب (الظَّالِمِينَ) بفعل يفسره (أَعَدَّ لَهُمْ) مثل أوعد وكافأ ليطابق الجملة المعطوف عليها ، وقرئ بالرفع على الابتداء.
عن النبي صلىاللهعليهوسلم «من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على الله جنة وحريرا».