وامسى السبط منفردا وحيدا |
|
ولم يبلغ من الماء ارتواءا |
فاوغل فيهم
كالليث لما |
|
رأى في غيله
نعماً وشاءا |
ولما أثخنوه هوى
صريعا |
|
فبزوه العمامة
والرداءا |
وعلّوا رأسه في
رأس رمح |
|
كبدر التم قد
نشر الضياءا |
وأبرزن النساء
مهتكات |
|
سبايا لسن يعرفن
السباءا |
فلما أن بصرن به
صريعاً |
|
وقد جعل التراب
له وطاءا |
تغطيه نصولهم
ولكن |
|
حوامي الخيل
كشّفت الغطاءا |
سقطن على الوجوه
مولولات |
|
وأُعدِ من
التصبر والعزاءا |
تناديه سكينة
وهي حسرى |
|
وليس بسامع منها
النداءا |
أبي ليت المنية
عاجلتني |
|
وكنت من المنون
لك الفداءا |
أبي لا عشت بعدك
لا هنت لي |
|
حياتي لا تمتعتُ
البقاءا |
رجوتك ان تعيش
ليوم موتي |
|
ولكن خيّب الدهر
الرجاءا |
ابي لو تنفع
العدوى لمثلي |
|
على خصمي لخاصمت
القضاءا |
لو أن الموت
قدّمني وأبقى |
|
حسيناً كان أحسن
ما أساءا |
ابي شمتَ العدو
بنا وأعطى |
|
مناه من الشماتة
حيث شاءا |
هتكنا بعد صون
في خبانا |
|
وهتّكت العدى
منا الخباءا |
ابي لو تنظر
الصغرى بذل |
|
تساق كما يسوقون
الاماءا |
اذا سلب القناع
الرجس عنها |
|
تخمّر وجهها
بيدٍ حياءا |
أبي حان الوداع
فدتك نفسي |
|
فعدني بعد
توديعي لقاءا |
فيا قمراً
تغشّاه خسوفٌ |
|
كما في التم
مطلعه أضاءا |
ويا غصناً حنت
ريح المنايا |
|
غضاضته كما
اعتدل استواءا |
ويا ريحانة
لشميم طاها |
|
أعادتها ذوابلهم
ذواءا |
بكته الأرض
والثاوي عليها |
|
أسى وبكاء مَن
سكن السماءا |
وقد بكت السماء
عليه شجواً |
|
وأذرت من
مدامعها دماءا |
سيفنى بالاسى
عمري عليه |
|
ولست أرى
لمرزاتي فناءا |