وربما نستطيع أن نعالج المسألة من وجه آخر ، فإن أخلاقية الزوجين هي الأساس في مواجهة مشاكل الحياة الزوجية حتى في حالة الوحدة ، فقد تتعقد الحياة وترتبك بينهما مع الأخلاق السلبية في نطاق العلاقة الواحدة ، وقد تستقيم وتستقر وتتضامن مع الأخلاق الإيجابية في نطاق التعدد. فإن الوحدة والتعدد يعتبران من الحالات الخارجية للعلاقة مما يجعل من موضوع معالجتهما قضية منفتحة على أكثر من حلّ.
* * *
ثالثا : ارتباك الوضع العائلي الاقتصادي ليس قاعدة عامة
أما ارتباك الواقع الاقتصادي في نطاق التعدد ، فهو أمر لا يحصل مع كل الظروف والأشخاص ؛ فقد يعيش بعض الناس حالة من السير تنسجم مع مسئوليات التعدد ، وقد يندفع بعض آخر إلى تنمية موارده الاقتصادية بطريقة واقعية لا حرج فيها من خلال ذلك ؛ وربما يتحرك التعدد في إنقاذ العائلة من الارتباك الاقتصادي الذي تحدثه المصارف غير المحدودة التي تبذل في العلاقات غير الشرعية التي تكون البديل عن التعدد الشرعي. فإذا أضفنا إلى ذلك أن الإسلام يدفع الإنسان إليا لاكتفاء بالعلاقة الواحدة في حالة العسر التي تجعل الإنفاق على أكثر من زوجة أمرا حرجا ، وتمنعه من العدل في النفقة ، فإننا نصل إلى النتيجة الحاسمة التي تضع القضية في إطارها الطبيعي الذي يعيش معه الإنسان في حالة اليسر لا في حالة العسر.
* * *