الآخرين في مواقفهم وأفكارهم دون أن يفهموا طبيعتها وخلفياتها ونتائجها الإيجابية والسلبية ، ويدافعون عن تلك المواقف والأفكار بحماس يفوق حماس أصحابها ، فيستخدمون الوسائل الانفعالية الاستعراضية التي قد تؤدي إلى التقاتل والتنازع ، ويثيرون المشاكل ويعيقون الثورة على الواقع الفاسد والإصلاحات الفكرية والاجتماعية والسياسية ، بفعل تيار الجهل والفوضى الذي يخلقونه في الحياة العامة.
* * *
القيادات الشيطانية
(وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ) وتلك مشكلة من يتبعون القيادات المنحرفة التي تعمل على إثارة الفساد ، وإبعاد الناس عن خط الخير ، فيجمّدون عقول هؤلاء الناس ليتّبعوا عقولهم دون وعي أو تفكير ، ليتحركوا عندها لتحقيق مخططات الشرّ والظلم والضلال.
(كُتِبَ عَلَيْهِ) في ما قدّره الله في الحياة من علاقة المسببات بأسبابها ، في مسألة الهدى والضلال ، مما لا يتنافى مع مسألة حرية الإرادة وعنصر الاختيار ، (أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ) واتّخذه مرشدا وقائدا ورأى فيه القدوة في كل شيء (فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ) كنتيجة طبيعية يصل إليها من يغمض عينيه ، ويغلق سمعه ، ويجمّد عقله ، ويخضع حركته في الحياة لإيحاءات مثل هذا الشيطان ، ويقلّده في أقواله وأفعاله ، فإن ضلال هذا الشيطان المتّبع سيكون سببا في إضلال التابع وانحرافه ، لأن النتائج السلبية لا بد من أن تأتي من المقدّمات السلبيّة.
(وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) وهو نهاية خط الضلال والانحراف