المنطق مع آفاق الشياطين ، لأنه يبعد الإنسان عن الله ، فيبتعد بذلك عن الجنة ويقترب من النار.
* * *
بالعلم واتباع القيادة المؤمنة نتفادى هذا النموذج
عند قراءة كيفية تقديم القرآن الكريم لهذا النموذج المنحرف ، نلاحظ أن هذا النموذج يتميز بصفتين ، الأولى : افتقاده إلى العلم الذي يفتح أمامه أبواب الحق. والثانية : اتباعه الشيطان الخبيث الذي يريد للحياة أن تتحرك في طريق الشرّ وأن تبتعد عن طريق الخير. وفي ضوء ذلك ، نفهم أن العلم قيمة أساسية في شخصية الإنسان ، وفي حركة الواقع الفكري والعملي ، والتأكيد عليه يمكن أن يؤدّي إلى إطلاق الخلاف العقيدي والسياسي والاجتماعي ، من موقع التنوّع في الاجتهاد القائم على الدليل الذي قد تختلف الأنظار في فهمه ، وبذلك يمكن أن يؤدي الحوار إلى اللقاء على أكثر من قضية من قضايا الخلاف ، وإلى الانفتاح على الحق من أقرب طريق.
من هنا ، يجب التأكيد على ضرورة انطلاق القاعدة من مواقع الاقتناع الفكري بالقيادة ، لا من مواقع التقليد الأعمى لها ، لا سيّما في المسائل التي يمكن للقاعدة أن تأخذ فيها بأسباب المعرفة ، أو من قاعدة الأساس الشرعي الذي يعطي الإنسان الحق في اتباع قيادة مؤهّلة تملك مواصفات معينة يأمن معها من الوقوع في قبضة الضلال ، لما تملكه من العصمة أو العلم أو التقوى أو الإيمان ، مما يجعله ـ أي الإنسان ـ بمأمن من الوقوع في قبضة الضلال ، بحيث يتحول المجتمع إلى ساحة متحركة بالعلم والوعي مع القيادات المؤمنة الواعية التي تنفتح على الله وعلى المسؤولية من خلاله.
* * *