سبب التسمية
سمّيت هذه السورة بالحج لتضمنها دعوة الله إلى الحج في رسالة النبي إبراهيم عليهالسلام ، وللإيحاء بالمعنى العبادي الذي يتمثل في تنوع العبادة في أفعالها وكلماتها وإيحاءاتها ، وفي النتائج العملية التي تلتقي بها مع كل العبادات الأخرى ، من صلاة في بعض مفرداتها ، ومما يشبه الصوم ، في بعضها الآخر ، كما في حال الإحرام ، وفي المنافع التي يحصل عليها الناس من خلال الاجتماع العالمي الذي يلتقي فيه المؤمنون من سائر أنحاء العالم ليتدارسوا مشاكلهم ، وليتبادلوا خبراتهم ، وليتعارفوا في مواقعهم وأوضاعهم ، وليزدادوا حركة في اتجاه التقدم ، ولتتطور حياتهم من خلال ذلك كله ، وليأخذوا بأسباب القوّة في تحديات الصراع. وهكذا كان الحديث عن بعض فروع الحج المتصلة بحركة العقيدة في حياة الإنسان ، حيث بدأت السورة بالدعوة إلى التقوى ، باعتبارها التجسيد الحيّ لإحساس الإنسان بعبوديته لله تعالى في مواقع الطاعة. ولذا فلقد تناولت السورة النماذج الإنسانية المنحرفة عن خط التقوى ، عقيدة ودعوة ، على مستوى العلاقات في أكثر من موقع. ثم تناولت الأجواء العقيدية التي يعيش فيها المؤمنون والكافرون ، لتثير من خلالها مسائل التوحيد في مواجهة الشرك والإيمان باليوم الآخر لدى المنكرين وما يترتب على ذلك من نتائج دنيوية وأخروية ، وذلك بالأسلوب القرآني الذي