أحدها : ما يصنع بكم! قاله ابن عباس. والثاني : أيّ وزن يكون لكم عنده ؛ تقول : ما عبأت بفلان ، أي : ما كان له عندي وزن ولا قدر ، قاله الزّجّاج. والثالث : ما يعبأ بعذابكم ، قاله ابن قتيبة. وفي قوله تعالى : (لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) أربعة أقوال : أحدها : لو لا إيمانكم ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. والثاني : لو لا عبادتكم ، رواه الضّحّاك عن ابن عباس. والثالث : لو لا دعاؤه إيّاكم لتعبدوه ، قاله مجاهد ؛ والمراد نفع الخلق ، لأنّ الله تعالى غير محتاج. والرابع : لو لا توحيدكم ، حكاه الزّجّاج. وعلى قول الأكثرين ليس في الآية إضمار ؛ وقال ابن قتيبة : فيها إضمار تقديره : ما يعبأ بعذابكم لو لا ما تدعونه من الشّريك والولد ، ويوضح ذلك قوله تعالى : (فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) يعني : العذاب ، ومثله قول الشاعر :
من شاء دلّى النّفس في هوّة |
|
ضنّك ولكن من له بالمضيق |
أي : بالخروج من المضيق. وهل هذا خطاب للمؤمنين ، أو للكفّار؟ فيه قولان. فأمّا قوله تعالى : (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) فهو خطاب لأهل مكّة حين كذّبوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، (فَسَوْفَ يَكُونُ) يعني : تكذيبكم (لِزاماً) أي : عذابا لازما لكم ؛ وفيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنه قتلهم يوم بدر ، فقتلوا يومئذ ، واتّصل بهم عذاب الآخرة لازما لهم ، وهذا مذهب ابن مسعود ، وأبيّ بن كعب ، ومجاهد في آخرين. والثاني : أنه الموت ، قاله ابن عباس. والثالث : أنّ اللّزام : القتال ، قاله ابن زيد. والله أعلم بالصّواب.