والعشاء ، قاله أنس بن مالك.
والثالث : أنها نزلت في صلاة العشاء ، كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا ينامون حتى يصلّوها ، قاله ابن عباس. والرابع : أنها صلاة العشاء والصّبح في جماعة ، قاله أبو الدّرداء والضّحّاك.
ومعنى «تتجافى» : ترتفع. والمضاجع جمع مضجع ، وهو الموضع الذي يضطجع عليه. (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً) من عذابه (وَطَمَعاً) في رحمته وثوابه (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) في الواجب والتّطوّع. (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ) وأسكن ياء «أخفي» حمزة ، ويعقوب. قال الزّجّاج : في هذه الآية دليل على أنّ المراد بالآية التي قبلها : الصلاة في جوف الليل ، لأنه عمل يستسرّ الإنسان به ، فجعل لفظ ما يجازى به «أخفي لهم» ، وإذا فتحت الياء من أخفي ، فعلى تأويل الفعل الماضي ، وإذا أسكنتها ، فالمعنى : ما أخفي أنا لهم ، إخبار عن الله تعالى ؛ وكذلك قال الحسن البصريّ : أخفي لهم ، بالخفية خفية ، وبالعلانية علانية.
(١١١٠) وروى أبو هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم «يقول الله عزوجل : أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، اقرءوا إن شئتم : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ).
قوله تعالى : (مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) وقرأ أبو الدّرداء ، وأبو هريرة ، وأبو عبد الرّحمن السّلمي ، والشّعبيّ ، وقتادة : «من قرّات أعين» بألف على الجمع.
(أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (١٨) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٩) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢١) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (٢٢))
قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً) في سبب نزولها قولان :
(١١١١) أحدهما : أنّ الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام : أنا أحدّ
____________________________________
(١١١٠) صحيح. أخرجه البخاري ٤٧٨٠ عن إسحاق بن نصر به. وأخرجه مسلم ٢٨٢٤ ح ٤ وابن ماجة ٤٣٢٨ وأحمد ٢ / ٤٦٦ و ٤٩٥ وابن أبي شيبة ١٣ / ١٠٩ من طرق عن الأعمش به. وأخرجه البخاري ٣٢٤٤ و ٤٤٧٩ ومسلم ٢٨٢٤ والترمذي ٣١٩٧ والحميدي ١١٣٣ وابن حبان ٣٦٩ من طرق عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به. وأخرجه البخاري ٧٤٩٨ وعبد الرزاق ٢٠٨٧٤ وأحمد ٢ / ٣١٣ والبغوي في «شرح السنة» ٤٢٦٦ من طريق معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة به. وأخرجه أحمد ٢ / ٣١٣ والدارمي ٢ / ٣٣٥ والبغوي في «شرح السنة» ٤٢٦٨ من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به. وله شاهد من حديث سهل بن سعد أخرجه مسلم ٢٨٢٥. ومن حديث أبي سعيد الخدري أخرجه أبو نعيم في «الحلية» ٢ / ٢٦٢.
(١١١١) ضعيف منكر. أخرجه الواحدي ٦٨٧ عن ابن عباس ، وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأخرجه الطبري ٢٨٢٦٢ عن ابن إسحاق عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار مرسلا. وهو ضعيف ،