(١١٠٨) روى معاذ بن جبل عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قوله : «تتجافى جنوبهم» قال : «قيام العبد من الليل». وفي لفظ آخر أنه قال لمعاذ : «إن شئت أنبأتك بأبواب الخير» ، قال : قلت أجل يا رسول الله ، قال : «الصّوم جنّة ، والصّدقة تكفّر الخطيئة ، وقيام الرّجل في جوف الليل يبتغي وجه الله» ، ثم قرأ : «تتجافى جنوبهم عن المضاجع». وكذلك قال الحسن ، ومجاهد ، وعطاء ، وأبو العالية ، وقتادة ، وابن زيد أنها في قيام الليل. وقد روى العوفيّ عن ابن عباس قال : تتجافى جنوبهم لذكر الله تعالى ، كلّما استيقظوا ذكروا الله تعالى ، إمّا في الصلاة ، وإمّا في قيام ، أو في قعود ، أو على جنوبهم ، فهم لا يزالون يذكرون الله عزوجل.
(١١٠٩) والثاني : أنها نزلت في ناس من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يصلّون ما بين المغرب
____________________________________
(١١٠٨) حديث حسن ، وهو قطعة من حديث مطوّل ، رجاله ثقات إلا أنه منقطع ، أبو وائل لم يسمع من معاذ.
أخرجه الترمذي ٢٦١٦ والنسائي في «الكبرى» ١١٣٩٤ و «التفسير» ٤١٤ وابن ماجة ٣٩٧٣ وأحمد ٥ / ٢٣١ والطبراني ٢٠ / (٢٦٦) والبغوي ١١ وعبد الرزاق في «التفسير» ٢٣٠٢ من طرق عن معمر به.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ٢٤٨ والطبراني ٢٠ (٢٠٠) من طريق عاصم عن شهر عن معاذ به ، رواية أحمد مختصرة ، وهذا منقطع أيضا.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ٢٤٥ ٢٤٦ من طريق شهر عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ به ، وهذا إسناد موصول ، وشهر لا بأس به ، وهو حسن الحديث في المتابعات ، ولا يوجد في لفظة (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) قال : «قيام العبد من الليل» ولا ذكر أبواب الخير.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ٢٣٣ وابن أبي شيبة في «الإيمان» / ٢ والحاكم ٢ / ٧٦ و ٤١٢ والطبراني ٢٠ / ٢٩١ ـ ٢٩٤ ، والطبري ٢٨٢٣٩ والبيهقي ٩ / ٢٠ من طريقين عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ به مطولا ومختصرا.
وصححه الحاكم! ووافقه الذهبي! وهذا منقطع بين ميمون ومعاذ.
الخلاصة : هو حديث حسن بمجموع طرقه ، ولفظ الحديث عند الترمذي : عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي صلىاللهعليهوسلم في سفر. فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير ، فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال : لقد سألتني عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسّره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل قال : ثم تلا : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) حتى بلغ (يَعْمَلُونَ) ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده ، وذروة سنامه؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت : بلى يا نبي الله ، فأخذ بلسانه قال : كفّ عليك هذا ، فقلت يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكبّ الناس على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.
(١١٠٩) ضعيف. أخرجه ابن عدي في «الكامل» ٢ / ١٩٣ والطبري ٢٨٢٢٥ من طريق الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار : سألت أنس رضي الله عنه عن قوله (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) قال : ... فذكره.
وأعله ابن عدي بالحارث بن وجيه الراسبي ونقل عن النسائي قوله الحارث بن وجيه ضعيف.
ـ وذكره الواحدي في «الأسباب» ٦٨٤ عن مالك بن دينار به دون إسناد.
ـ وورد بدون ذكر الآية ، وإنما هو رأي لأنس يبين المراد بالآية. أخرجه أبو داود ١٣٣١ والطبري ٢٨٢٢٦ من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ، عن أنس : «كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون». ورجاله ، ثقات لكنه رأي لأنس رضي الله عنه ، والراجح في معنى الآية قيام الليل وهو المتقدم.