عمر ابراهيم حينئذ كان ٧٥ سنة ، ومنه الى دخول بني اسرائيل مصر ٢١٥ وأقاموا في مصر ٢١٥ يكون المجموع الى نزول الشريعة ٤٣٠ سنة ، انتهى ملخصا.
قلت : قد أوضحنا لك قريبا في القسم الأول من أقسام الاختلاف الثلاثة كيف قد تقلب المتكلف في التناقض في هذا المقام وقلق في أغلاطه ، فراجعها الى الغلط الرابع عشر واكفنا مئونة التكرار ، ولكنا نوضح لك هاهنا انه لو فرضنا ان إقامة بني اسرائيل في مصر كانت ٢١٥ سنة أو ٢١٠ سنين كما تقلب به المتكلف لما أمكن أيضا انطباق الكلام الذي ذكرناه عن غلاطية على موعد من مواعيد الله لابراهيم المذكورة في التوراة لا من حيث المعنى ولا من حيث التقويم أصلا ورأسا.
فلنذكر لك ما جاء في التوراة من مواعيد الله وعهوده لابراهيم.
فالموعد الأول : وهو الذي عناه المتكلف وعيّنه في كلامه جاء في «تك ١٢ ، ٢ و ٣» وليس فيه ذكر للنسل الذي ذكر في كلام غلاطية أصلا ، وتاريخ هذا الموعد اما عند خروج ابراهيم من حاران حينما كان عمر ابراهيم ٧٥ سنة كما زعم المتكلف هاهنا.
وإما عند خروجه مما بين النهرين أي «أور الكلدانيين» على قول استفانوس «ا ع ٧ ، ٣ ـ ٤» ، وعلى زعم المتكلف أيضا في أول جدوله كما تقدم ، وبمقتضى تقويم المتكلف في جدوليه يوافق السبعين من عمر ابراهيم.
الموعد الثاني : بعد اعتزال لوط عن ابراهيم وبعد رجوعهم من مصر وعند ما أقام ابراهيم في حبرون وهو «تك ١٣ ، ١٥ و ١٦» ، وذلك بعد دخول ابراهيم الى أرض كنعان بسنين ، والنصارى يقولون في تواريخهم : انها كانت خمس سنين أو أربع.
وصريح هذا الوعد ان المراد من النسل هم الكثيرون الذين يعسر عدهم كتراب الأرض.
الموعد الثالث : بعد ذلك وبعد حرب ابراهيم مع الملوك «تك ١٥ ، ٥ ـ