النّظر فى أصولهم. فكيف لم يعجب الملحد من اختلاف أئمّته وكلامهم المتناقض وبدعهم التى ابتدعوها ؛ كما ابتدع هو مقالته السّخيفة التى تدلّ على ضعف عقله ، من (١) القول بقدم الخمسة ، وخالف من تقدّمه ، وادّعى أنّه نظير سقراط وأرسطاطاليس ، وتشبّه بالفلاسفة الحكماء ؛ كما تشبّه بهم (٢) من كان على مثل مذهبه من الضّلّال ، وابتدعوا الوساوس (٣)؟! وكيف لم يكشف مستور (٤) أكاذيب هؤلاء ودفينها ولم يهتك ستور عيوبهم؟ فكان يسقط رئاسته (٥) وتكبّره!! ولكن طعن على أهل الشّرائع وزعم أنّهم (٦) ينهون عن النّظر مخافة أن (٧) ينكشف دفين أكاذيبهم ، ويهتك النّظر ستورهم ؛ فتسقط رياستهم وتكبّرهم. فانّه لو تأمّل حال نفسه من (٨) مخالفته (٩) لهم ، وأحوالهم فى اختلافهم ، لوجد فى أصولهم من تكذيب بعضهم بعضا ونقض بعضهم على بعض ، ما كان يشغله عن (١٠) عيب الأنبياء والطّعن عليهم ؛ ولكن ، نظر بعين العمى ، وحكم بالهوى ، وضلّ عن طريق الهدى فى الأولى (١١) حتى (١٢) لحق بأمّه الهاوية فى الأخرى ، يعضّ (١٣) على يديه ، ويقول : (يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا).
__________________
(١) ـ من : فى A (٢) ـ بهم : ـ B (٣) ـ الوساوس : الوسوايس C (٤) مستور مستوراC (٥) ـ رئاسته : رئاسةAC ـ (٦) ـ انهم : انهاA (٧) ان : ـ A (٨) ـ من : فى C (٩) مخالفته : بخلافه B (١٠) ـ عن : على C (١١) ـ فى الاولى : فى اولى A ، والاولى C (١٢) حتى : لحتى A (١٣) ـ يعض : بغض B