برأى أنبدقليس فى النّشأة الثّانية ، وخالفوه فى المبدع الأوّل (١) ؛ لأنّ أنبدقليس (٢) قال : إنّ العنصر أوّل مبدع. وخالفوه فى المحبّة والغلبة وقالوا : إنّ المبدع الأوّل ، ليس هو العنصر فقط ، بل الأخلاط (٣) الأربعة ، وهى الأسطقسّات ؛ منها أبدعت الأشياء البسيطة كلّها دفعة واحدة ؛ فأمّا المركّبة ، فانّها كوّنت دائمة داثرة ، إلّا أنّ ديمومتها بنوع ، ودثورها (٤) بنوع ؛ لأنّ منها ما (٥) أبدع باقيا دائما لا يجوز عليه الدّثور ، ومنها (٦) داثر غير باق لا يجوز عليه البقاء.
(٢١) وقال فلوطرخس (٧) : إنّ البارى (٨) لم يزل بالأزليّة ، وهو مبدع فقط ، وكل مبدع ظهرت صورته فى حدّ (٩) الابداع ؛ وكانت صورته فى علمه (١٠) الأوّل. والصّورة عنده بلا نهاية ، ولو لم تكن الصّورة معه فى أزليّته ، لم يكن ليبقى. وأورد كلاما خلط فيه تخليطا كثيرا ، وخالف ثالس فى قدم الصّورة ؛ وقد (١١) ذكرنا قول ثالس فى نفى الصّورة مع ذكر مقالته.
(٢٢) وقال كسنوفانس : إنّ المبدع الأوّل ، هو إنّيّة لأزليّته الّتي هى بنوع الدّيمومة (١٢) والقدمة ، لا يدرك بنوع صفة منطقيّة ولا عقليّة. ونفى (١٣) أزليّة الصّورة والهيولى ، وقارب قول أهل التّوحيد ؛ ولكنّه أورد بعد ذلك كلاما خلط فيه.
(٢٣) وقال زينون الّذي (١٤) يقال له الأكبر : إنّ المبادئ هى الله (١٥) والعنصر. والله هو العلّة الفاعلة ـ تعالى الله عن ذلك ـ وإنّه المبدع الأوّل ، كان فى علمه صورة (١٦) إبداع كلّ جوهر ، وإنّ علمه غير متناه ، والصّورة الّتي فيه
__________________
(١) ـ الاول : ـ B (٢) انبدقليس : بندقليس B (٣) ـ الاخلاط : الاختلاطB (٤) ـ ودثورها بنوع : ـ B (٥) ما : ـ A (٦) ـ منها : نهاA (٧) ـ فلوطرخس : فلوطوخس B (٨) البارى : + جل وتعالى A ، جل الله B (٩) ـ حد : ـ B ، جسدC (١٠) علمه : محله B (١١) ـ وقد : فقدABC (١٢) ـ الديمومة : الديموميةBC ـ (١٣) ـ نفى : قى C (١٤) ـ الّذي : الدنى B (١٥) الله : + عزوجل BC ـ (١٦) ـ صورة : لصورةC