من حدّ الابتداع غير متناهية ؛ وكذلك صورة الدّثور غير متناهية. وقال : إنّ هذا العالم يبقى بقاء دائما ، ولا (١) يفنى فناء دائرا (٢). وقال : إنّ صورة هذه (٣) العوالم وما فيها من العلم الأزليّ باقية (٤) دائرة (٥) ، وهى (٦) باقية (٧) بنوع تجديد وداثرة (٨) بنوع دثور الصّورة الأولى عند تجديد الأخرى ؛ والدّثور يلزم الصّورة والهيولى معا. وقال أيضا مثل قول خرسبوس (٩) : إنّ البارى (١٠) محض هو «انّ» فقط ، أبدع العقل والنّفس دفعة واحدة ، ثم أبدع جميع ما تحتهما (١١) بتوسّطهما. وقال : إنّ للنّفس (١٢) جرمان ، جرم من النّار والهواء (١٣) ، وجرم من الماء والأرض ؛ والنّفس متّحدة بالجرم الّذي من النار والهواء ، والجرم الّذي هو من النّار والهواء ، هو متّحد (١٤) بالجرم الّذي من الماء والأرض. والنّفس مستطيعة ما خلاها البارى (١٥) ، فاذا ربطها فليست بمستطيعة ؛ كالحيوان الّذي إذا خلّاه مدبّره (١٦) الّذي هو الانسان المالك له ، كان مستطيعا ؛ وإذا ربطه ، كان غير مستطيع.
(٢٤) وقال انكساغورس وكسناغورس بقول فلوطرخس فى المبدع وخالفاه فى المبدع الأوّل وفى أشياء غير ذلك. وقال فيلوخوس : إنّ المبدع الأوّل كان مبدع الصّورة فقط ، فأمّا الهيولى فلم تزل معه.
(٢٥) وقال انكسمانس الّذي يعدّ أيضا من السّبعة الذين كانوا يدعون أساطين الحكمة : إن البارى أزليّ لا أوّل له ولا آخر ، وهو بدء الاشياء كلّها ، وهو «انّه» فقط ولا هويّة تشبهه ، وكلّ هويّة مبدعة ، وهو أحد لا يتكثّر ،
__________________
(١) ـ ولا : لاB (٢) داثرا : داثرةC (٣) هذه : هذاA (٤) ـ باقية : باقى ABC (٥) داثرة : داثرABC (٦) هى : هوABC ، + بنوع (٧) باقية : باقى ABC (٨) داثرة : داثرABC (٩) ـ خرسبوس : جرسيوس ABC (١٠) البارى : + عزوجل BC (١١) ـ تحتهما : تحتهاBC ـ (١٢) للنفس : النفس BC ـ (١٣) الهواء : ـ AB (١٤) ـ متحد : متحدةB (١٥) البارى+ جل وعزBC ـ (١٦) ـ مدبره : مدبرA