العرب (١) حين سمّوا به شعراءهم ، يعنون أنّهم شعراء (٢) بالاشياء التى ذكروها فى شعرهم من التشبيهات فى التّشبيب وذكر الدّيار وفى المدح والهجاء (٣) والافتخار وغير ذلك من صفات (٤) ؛ فصار لهم هذا رسما (٥) ، وحسن به ذكرهم ، وخلّدهم (٦) على الدّهر ـ فتشبّه (٧) هؤلاء الجهال بهم ، وسمّوا أئمّتهم بهذا الاسم ، وزعموا أنّهم شعراء بهذه (٨) الامور العظيمة العسر تناولها ، البعيد مأخذها ، وأنّ عقولهم أحاطت (٩) بالعالم كلّه ، و (أنّهم) ارتقوا (١٠) إلى الاحاطة بمحدث العالم (١١) ؛ فأوردوا هذا الكفر (١٢) العظيم واختلفوا فيه هذا الاختلاف الشّديد.
وحق لهم أن يتيهوا ويكفروا. فانّ من لا يحيط علمه (١٣) بما فوق سطح بيته ، وبما غاب عن عينه فى بيته ، حتى يعاينه ، ثم يزعم أنّه يرقى الى السّماء ، ويدرك ما وراء الفلك ؛ ومن لا يقدر أن يعرف كيفيّة نفسه اللّطيفة الّتي تدبّر أمر (١٤) جسده ، حتّى يقع فى هذه (١٥) الاختلافات والوساوس ؛ ثم يزعم أنّه يحيط علمه بخالق الخلائق أجمعين ومدبّرهم (١٦) ، ويزعم أنّه يدرك (١٧) علم ما كان قبل أن كان (١٨) وما يريد أن (١٩) يكون قبل أن يكون (٢٠) ، من غير توقيف (٢١) من نبىّ مؤيّد بوحى (٢٢) من الله (٢٣) ؛ حقّ له أن يتيه ويوسوس ، وأن يدعى مجنونا معتوها ، وأن يكفر بالله عزوجل (٢٤) ، ويطعن على أنبيائه (ع) ، و
__________________
(١) ـ العرب : الغرب B (٢) شعراء : شعرواAC ـ (٣) ـ الهجاء : اهجاءB (٤) صفات : الصفات A (٥) ـ رسما : وسماA (٦) خلدهم : خلد لهم A (٧) فتشبه : فتشبهه B (٨) ـ بهذه : بهذاB (٩) ـ احاطت : واحاطت B (١٠) ارتقوا : نفوB (١١) ـ العالم : + تعالى الله عن ذلك EC (١٢) هذا الكفر : بهذا الكفرA (١٣) ـ علمه : ـ A (١٤) ـ امر : أمن B (١٥) هذه : هذاB ، هوةC (١٦) ـ مدبرهم : + تعالى الله عن ذلك BC ـ (١٧) يدرك : ينبئك B (١٨) ان كان : ان يكون C (١٩) ـ ان : ـ AB (٢٠) ، قبل ان يكون : ـ C (٢١) توقيف : توفيق A (٢٢) بوحى : بوحى B (٢٣) الله : + عزوجل BC ـ (٢٤) ـ عزوجل : ـ A