ذلك ، لا يستغنى النّاظر فيها عن معلّم يوقفه (١) على تلك الأصول.
(٥) فترى الصّانع الحكيم الرّحيم بخلقه (٢) (٣) ، قد اختار لهم أن يبعث (٤) فيهم أنبياء ، فعلّموهم هذه الأسباب بوحى من الله عزوجل ؛ ثمّ أخذها الآخر عن الأوّل بتعليم. ولم يكلّفوا أن ينظروا فى (٥) ذلك بطباعهم ؛ وهذا ما نشاهده ونعاينه (٦). ولو كلّفوا ذلك كذلك ، لكلّفوا عسيرا (٧) ، لتفاوت طبقات النّاس فى العقول والأفهام والتّمييز والمعرفة ؛ لأنّ النّاس لم يخلقوا متساوين فى الطّبائع ، كما خلقت البهائم الّتي لا تتفاضل فى معرفة ما تحتاج (٨) إليه ، ولأنّ كلّ طبقة من الحيوان ، قد استوت فى طباعها ، من معرفة ما كلّفت من طلب الغذاء والتّناسل ، فلا تفاوت فيها ؛ كما ذكرنا من تفاوت طبقات النّاس فى العقول والأفهام. وهكذا نرى (التّفاوت) فى جبلّة البشر وفى جبلّة الحيوان. ولو (٩) خلقهم الحكيم جلّ ذكره (١٠) متساوين على خلقة البهائم ، لقلنا ، ما اختاره الله لهم ، وهو (١١) خير لهم. ولكنّه عزوجل (١٢) أعدل وأحكم وأرحم من (١٣) أن يسوى (١٤) بين البشر والبهائم وهو سبحانه أحسن الخالقين.
__________________
(١) ـ يوقفه : يقفةB ، + الله C (٢) ـ بخلقه : الخلقةB (٣) بخلقه : + عزوجل B ، عز وتعالى C (٤) يبعث. بعث B (٥) ـ فى : ـ A (٦) نشاهده ونعاينه : تشاهده وتعاينه C (٧) عسيرا : عيراC (٨) تحتاج! يحتاج AB (٩) ـ ولو : ـ C (١٠) جل ذكره : ـ A (١١) ـ وهو : فهوC (١٢) ـ عزوجل : ـ A ـ A ، عز وتعالى C (١٣) ـ من : ـ ABC (١٤) يسوى : يسوين A ، يستوى B