وأنكروا ما جاء به محمّد (ص) بل ، اتّفقوا على الاقرار به والتّمسك بشرائعه وإقامتها. وكذلك سائر أهل الملل المتنازعين بينهم لم يشكّوا فى مللهم ولم يتنازعوا فيها ، ولكنهم آثروا الدّنيا على الدّين ، وهم موقنون بالثواب والعقاب اللّذين (١) وعدوا وأوعدوا بهما (٢) ؛ فاختار واعرض الدّنيا على الآخرة ، إلّا القليل من النّاس. ونرى كثيرا منهم يقتلون الأنفس ويأخذون الأموال ويرتكبون المحارم ويأتون الحدود ، وقد عرفوا ما يحرم (٣) عليهم من ذلك ، وآمنوا بالعقاب على (٤) ما يرتكبونه فى أخراهم ، ولا يرتابون فيما (٥) أوعدوا من العذاب الأليم ، ولا يشكّون فيما وعدوا (٦) من الثواب العظيم على اجتناب هذه الحدود والقصد لأعمال (٧) الخير ، وقد أيقنوا بذلك ويعتقدونه فى دينهم ؛ ولكن الشّهوة الغريزيّة تحملهم (٨) على ذلك وتغلب (٩) عقولهم ، حتى يختاروا الأخسّ (١٠) على الأفضل ، وذلك على يقين وبصيرة. وهذا أشهر من أن يحتاج فيه إلى شاهد ودليل. ومن دفع هذا فقد ردّ العيان وكابر.
(٣) فان شغب مشغب وعاند (١١) ودفع (١٢) العيان ، قلنا : فهل تشكّ (١٣) فيما يلحق أهل العبث (١٤) والفساد فى هذه الدّنيا من القتل والصّلب وقطع الأيدى والأرجل والحبس والضّرب وغير ذلك (١٥) ممّا يلحقهم على ما يرتكبونه ، وهم يشاهدون (١٦) ذلك ويعاينونه (١٧) ولا يرتدعون؟ فهل يقدر (١٨) على دفع هذا أحد ، وهل يردّه إلّا مجنون؟! ولو (١٩) لا ما سنّه الأنبياء (ع) فى كلّ أمّة ، بأن (٢٠) أقاموا فيهم أئمّة
__________________
(١) ـ اللذين : الذين A ، الّذي BC ـ (٢) بهما : بهاAB (٣) ـ يحرم : بحرم C (٤) ـ على : ـ B (٥) فيما : بماABC (٦) اوعدوا ... وعدوا : ـ B (٧) ـ لاعمال : الاعمال B (٨) ـ تحملهم : لحملهم C (٩) تغلب : تقلب : A ، ـ B (١٠) الاخس : الاخسرB (١١) ـ عاند : عانك C (١٢) ودفع : دفع B (١٣) ـ تشك : شك C (١٤) العبث : العيث A (١٥) ـ وقطع ... غير ذلك : ـ B (١٦) ـ يشاهدون : شاهدون C (١٧) يعاينونه : بعاينوه C (١٨) ـ يقدر : + وB (١٩) ولو : لوB (٢٠) ـ بان : ان ABC