الصّالحات ليستخلفنّهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكّننّ لهم دينهم الّذي ارتضى لهم وليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا» فحقّق الله قوله فاستخلفهم فى حياته وأهلك أعداءهم ومكّن لهم فى دارهم فى حياته (ص) حتى عبدوا الله (١) وأقاموا شرائع الاسلام وأباد أهل الشّرك ؛ هذا قبل أن مكّن أهل الاسلام فى الأرض وفتح عليهم هذه (٢) الفتوح.
ومن ذلك ما وعده الله أن ينصره على قريش ببدر ، وأنزل عليه فى قوله عزوجل : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) وذلك أنّ أبا جهل قال : نحن أكثر منه جمعا وعدّة وعتادا وأقوى قوّة ؛ لأنّهم كانوا يزيدون على ألف فى خيل وسلاح وشوكة شديدة ، وكان أصحاب رسول الله (ص) ثلاثمائة وثلاثة (٣) عشر رجلا (٤) ليس معهم إلّا فرس المقداد (٥) بن الأسود وفرس الزّبير بن العوّام ، كانوا يركبون المطايا ، وكانوا خرجوا يطلبون عير (٦) قريش (٧) وفيها الأموال ؛ فاجتمعت قريش تنصر بعضها بعضا وكان أصحاب رسول الله (ص) يودّون أن يظفروا بالعير ويأخذوا (٨) الأموال فلمّا فاتتهم العير وجاءت قريش بشوكتها هالهم ذلك فنزل جبرئيل (ع) بهذه الآية وأنزل أيضا : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) فقال رسول الله (ص) لأصحابه إنّ الله قد بشّرنى أن ينصرنى عليهم ووعدنى (٩) إحدى الطّائفتين ، إمّا العير وإمّا الظّفر بقريش ، وقد فاتت العير ، وجاءكم جبرئيل (ع) بالنّصر وقد عرّفنى مصارع القوم. ووقف
__________________
(١) ـ ومكن ... الله : ـ B (٢) ـ هذه : هذاBC ـ (٣) ـ ثلاثة : ثلاث B (٤) رجلا : رجل AB (٥) المقداد : مقدادAB (٦) ـ عير : غيرB (٧) قريش : ـ B (٨) ـ يأخذوا : يأخذون B (٩) ـ ووعدنى : وعدنى B