فائدة ولا نفع ولا ضر (١) ، ثم قرنه بالمجسطى وكتب الهندسة والطبّ والمنطق وغير ذلك وجعل هذه الكتب نظائر للقرآن ، بل فضّلها عليه ، وأبطل فضائل القرآن. فمن (٢) لم يؤمن بشرائعه وبما فى إقامتها من النّفع الّذي وعد (٣) الله القائمين بها من الثّواب العظيم ، والضّرّ الّذي أوعد التّاركين لها من العذاب الأليم ، كيف عمى عن الّذي فيه من مكارم الأخلاق والأمور الجليلة التى ساس بها الأنام (٤)؟! وكيف لم يتدبّر أمر الكتب التى ذكرها ، التى ليس فيها من التّدبير ما يسوس به الانسان أمر بيته (٥) وأهله وولده ، كما قد قامت سياسة العالم بأحكام القرآن وحدوده؟! فانه ليس فى هذه الكتب إلا آداب (٦) إن تعلّمها (٧) الانسان سمّى متأدّبا بنوع من الأدب (٨) ، وإن لم يتعلّمها (٩) لم يضرّه ذلك شيئا. ولو أنّ إنسانا عاش ألف سنة (١٠) لا يعرف المجسطي واقليدس وكتب الهندسة (١١) والطبّ والمنطق ، ولم يكن منجّما ولا مهندسا (١٢) ولا طبيبا ، لكان مثاله مثال من لا يكون بنّاء ولا خيّاطا ولا حائكا ولا صائغا (١٣) ، ولكان يكفى ذلك ولا يضرّه ترك تعلّمه ذلك والنّظر فيه فى دينه ولا مروءته (١٤). وجميع النّاس لا يستغنون عن أحكام القرآن والشّرائع ، ولا بدّ لكلّ واحد أن ينظر فى شيء منها مقدار ما يكون داخلا فى جملتها ، كما أنّ كلّ مسلم لا بدّ له أن يحفظ سورتين من القرآن ، وكذلك كلّ ملحد (١٥) متستّر (١٦) بالاسلام ، لا بدّ له من ذلك ، وإن ترك ذلك طرفة عين هلك فى أولاه وأخراه (١٧).
__________________
(١) ـ لا نفع ولا ضر : لا ضر ولا نفع B (٢) ـ فمن : فمنه C (٣) ـ وعد : وعدهاB (٤) ـ الانام : للانام C (٥) ـ بيته : دينه C (٦) ـ الا آداب : الآداب B (٧) تعلمها : يتعلمهاB (٨) الادب : الآداب BC ـ (٩) لم يتعلمها : + الانسان B (١٠) ـ سنة : ـ C (١١) ـ الهندسة : ـ AC ـ (١٢) ولا مهندسا : ومهندسا : B (١٣) ـ صائغا : صانعاC (١٤) ـ مروءته : + به C (١٥) ـ ملحد : ـ A (١٦) متستر : مستترB (١٧) ـ أخراه : آخرته AC ـ