فى العالم ؛ فكذلك أضاء فى قلوب البشر ، فقبله من كان (١) أقرب النّاس إليه فى الصّفوة والطّهارة ، لا فى قرب البشريّة ، بل فى القرب (٢) الروحانىّ من طهارة الأنفس وسلامتها من الآفات وقرب بعضها من بعض ، والمشاكلة والائتلاف ؛ فأثّر كلامه فى أنفس الذين (٣) قبلوه واختلط بها كاختلاط الرّوح المقدسة بنفس محمد (ص) ، فكان فضله على من قبل منه كلامه كفضل ما قبله عن ربه بواسطة (٤) من الملائكة الروحانيين فى حد (٥) اللطافة على من (٦) قبله من الناس بواسطة من الملائكة (و) منه (ص) على سبيل النطق. فمن كان منهم أصفى نفسا ، كان أحسن تهيّؤا لقبول ذلك الكلام ولتأثير تلك القوة فى نفسه وقبله (٧) الواحد (٨) بعد الواحد يوما يوما ، وهو يلقيه إليهم على حسب ما يوحى إليه ويؤثر ذلك فى الأنفس على حسب تصفيتها ، وتنبو عنه الأنفس الكدرة الظّلمانيّة التى قد أفسدتها العوارض النّفسانيّة التى قد ذكرناها ، ومنعتها عن الطّهارات. فعلى قدر سلامة الأنفس من تلك العوارض وصفائها ، وعلى مقدار امتزاجه بها ، كان قبولهم (٩) ما أتى به محمّد (ص). ووقعت (١٠) عليهم الأسماء على طبقاتهم ، فطائفة سمّاهم مسلمين ، وطائفة سمّاهم (١١) مؤمنين ، وطائفة سماهم كافرين ، على حسب الاستحقاق ، وكذلك سائر الأسماء والنّعوت التى سمّا بها أمّته ونعتهم بها. وأكثر هذه الأسماء لم تعرفها الأمّة التى بعث فيها ، بل هو رسمها بتأييد الله إيّاه على حسب قبولهم ما أتى به.
فشرق ذلك النور على العالم وفشا فى قلوب البشر وأثّر فيها وصار
__________________
(١) ـ من كان : ـ C (٢) ـ القرب : القراب C (٣) ـ الذين : الّذي A (٤) ـ محمد ... بواسطة : ـ A (٥) ـ حد : ـ A (٦) من : ـ A ـ A ، ماBC ـ (٧) ـ قبله : قبل AB (٨) الواحد : الوحدA (٩) ـ قبولهم : قبولهاB (١٠) وقعت : وقفت A (١١) ـ مسلمين ... سماهم : ـ A