مذهب (١) ولا يطأ تلك الأرض أحد إلّا ابتلعه (٢) النّمل (٣). ثم إلى (٤) باب النّوبة ثم الى الجزائر ، ثم الى صقليّة ومدائنها ، ثم الثغور الحرريّة (٥) والشّامية من شمشاط وملطية وطرطوس وغيرها الى قليقلا (٦) وما وراء ذلك من بلاد أرمينية وأذربيجان إلى باب والحرن والداب (٧) وتفليس والباب الى رومية. هذه كلها كانت ممالك الرّوم وقد غلب أهل الاسلام أهل الأديان على هذه الممالك وقهروا ملوكها واستعلوا عليها. وأما (٨) المجوس ، فقد صار أمرهم (٩) إلى ما ترى. وأما النّصارى فقد التجئوا إلى رومية وتحصّنوا فيها ، بمنزلة من يأوى إلى قلعة أو حصن يمتنع فيه من عدوه وكذلك سبيل اليهود بخزر والمجوس الذين فى رءوس الجبال ـ كما ذكر الملحد ـ وسائر الأديان فى أطراف الأرض كلّهم مقهورون مغلوبون. فمن كان منهم فى دار الاسلام قد التزم الجزية والصغار. ومن كان ملتجئ إلى ممالكهم فالسّيف على رقابهم وأهل الاسلام لم يؤدّوا (١٠) إلى أحد جزية ولا دخلوا تحت أحكام متسلّط فى الدّين والدّنيا ، بل الاسلام على عليتهم (١١) قاهر لهم. وقد بنيت المساجد بروميّة على صغر (١٢) منهم وقمأة (١٣) ، لا يجسرون أن يمنعوا من بنيانها إذعانا لأهل الاسلام وانقيادا لهم.
فان قال قائل (١٤) : فانّ البيع والكنائس وبيوت النّيران فى دار الاسلام ، قلنا : ليس سبيل الكنائس والبيع وبيوت النّيران (١٥) فى دار الاسلام تلك السّبيل ، لأنّ محمّدا (ص) ترك هذه الأبنية اختيارا لا اضطرارا ؛ ولو شاء ، لأمر (١٦) بقلعها.
__________________
(١) ـ مذهب : بذهب A (٢) ابتلعه : تبلعه AB (٣) النمل : ـ BC (٤) ـ الى : التى C (٥) الحررية : الجزريةB (٦) ـ قليقلا : قيقلاB (٧) ـ الداب : اللاب C (٨) ـ واما : فاماA (٩) امرهم : امره A (١٠) ـ يؤدوا : يودAC ـ (١١) على عليتهم : عالى عليتهم A على عليهم B ، عالى عليهم C (١٢) ـ صغر : صغيرA (١٣) قماة : فاةB (١٤) ـ قائلون : قائل (١٥) ـ النيران ... النيران : ـ B (١٦) ـ لامر : لاB