لا يقدر أحد على دفعه الا بالبهت والمعاندة.
(٤) وهكذا (١) السّبيل فى باب الرّصد. لو ندبت (٢) للرّصد أمم من النّاس على ما (٣) وصفنا من العقل والرأى والتّدبير والعدالة ، ثم جمعوا فى مفازة (٤) سبخاء (٥) وكلّفوا أن يرصدوا النّيرين اللذين لا يخفى طلوعهما وغروبهما على الصّبيان والضّعفاء من النّاس ، دون الكواكب الخمسة التى لا يعرفونها بأعيانها ، ثم كلّفوا أن يرصدوا حركات الفلك ويعرفوا الطّوالع والغوارب من غير أن سبقت لهم معرفة بذلك ، ومن غير أن (٦) تكون معهم آلات الرّصد من الزّيجات والأسطرلابات ، ثم بقوا فى ذلك دهرهم ، لما خلصوا إلّا على النّظر إلى الكواكب ورؤية طلوع النّيّرين وغروبهما ، ولما كانت معرفتهم تزيد فى ذلك على معرفة البهائم فى النّظر إليها ؛ إلّا أن يكون لهم قدمة فى العلم بذلك ومعرفة مستحكمة (٧) ؛ وحتى يحضروا آلات الرّصد من (٨) الزّيجات والأسطرلابات وغير ذلك ؛ ويكون ذلك بعلم بارع قد تقدّم ورياضة من العلماء. وإذا كان (٩) هكذا ، فقد دحضت حجّة الملحد حين زعم أنهم يدركون بالأرصاد شيئا من هذه العلوم. وإذا كان الاستدراك بالرّصد لا يمكن إلّا بهذه الآلات التى قد تقدّمت ، فما الّذي اخترعوا بفطنهم من غير تعلّم (١٠) ولا رياضة وغير أصل قد تقدّم؟ فان احتجّ محتج أنّ المأمون ندب للرّصد قوما فاستدركوا تفاوتا بين (١١) الزّيجات التى قد تقدّمت ، وأحدث باستدراكهم الممتحن ، وانه مخترع
__________________
(١) ـ وهكذا : ـ C (٢) ندبت : ندب AC ، نصب B (٣) ـ ما : ـ A (٤) مفازة : مفارةA (٥) ـ سبخاء : سنجارA (٦) ـ سبقت ... غير أن : ـ C (٧) ـ مستحكمة : مستحكم A (٨) ـ من : + العلماءA (٩) ـ واذا كان : ـ C (١٠) ـ تعلم : تعليم C (١١) ـ تفاوتا بين : تفاوت ما بين AB