مستدرك بالرّصد ، قلنا. فان (١) هؤلاء الذين استدركوا هذا لم يقدروا على هذا إلّا بعد إحضار هذه الآلات ونظروا فى الزّيجات المقدّمة (٢) وكانت معرفتهم قد تقدّمت بهذا الشّأن بالتّعليم والرياضة وعلم بارع ، ولم يكن ذلك اختراعا (٣) ولا استخراجا (٤) بطبع ، بل برجوع إلى أصول ، ومعوّل على تقدير علم ومعرفة ؛ وباب الرّصد هو داخل فى هذه الجملة على هذا القياس. ولا حجّة للملحد فى باب الرّصد والطّبع ، ولم يبق إلّا الرّجوع إلى أنّ ذلك كلّه مستخرج من الرّسوم المعروفة المشهورة عند أهلها دون الأرصاد والطّبع وليس يصحّ (٥) بها اختراع شيء من هذه الأسباب إلّا من جهة التّعلّم والرّجوع إلى قوانين الحكماء التى رسموها بتأييد من الله عزوجل ووحى منه. وليس فى وسع الناس اختراع شيء دون ذلك. وإذا صحّ هذا ، صحّ أنّ (٦) اولئك الحكماء لم يقدروا على اختراع شيء بالفطنة والطّبع ، وأنّ ذلك أصله بالوحى كما قلنا ، وأنهم لم يقدروا أن يرقوا الى السّماء ويقفوا على هذه الغيوب (٧) ، بل الله أطلعهم عليه بوحى منه ، لأنّه عزوجل (٨) عالم الغيب ولا يطلع على غيبه (٩) أحدا إلا من ارتضى من رسول. سبحانه عن أن يشركه أحد فى علم هذه الغيوب من غير أن يمنّ هو بها عليه ، وتعالى عن ذلك علوّا كبيرا.
__________________
(١) ـ قلنا فان : ـ C (٢) ـ المقدمة : المتقدمةA (٣) ـ اختراعا : اختراع ABC (٤) ـ استخراج : استخراجاABC (٥) ـ يصح : بصحيح C (٦) ـ صح ان : ـ A (٧) ـ الغيوب : العيوب B (٨) ـ عزوجل : جل ذكره BC ـ (٩) على غيبه : عليه B