النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ؛ وقال فى آية اخرى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ) ؛ وقال فى آية اخرى : (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) إلى قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ؛ وقال فى آية أخرى : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) الى قوله (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.).
(٤) فهذه الآيات وما أشبهها كثيرة فى القرآن ، هى كلّها تدلّ على أنّا قد أمرنا أن (١) نتفكّر فى خلق الله ، ونعتبر بما فيه من عجائب (٢) الصّنع والتّدبير ، ونستدلّ (٣) بذلك عليه جل وتعالى ؛ إذ كنّا لا نلحق كيفيّته ولا نحيط (٤) به. ومن تفكّر فيه (٥) دون خلقه ، تحيّر ، وذهل عقله ، ولم يدرك كيفيّته ولم يحط به ، لأنّه عزّ وتعالى (٦) ، جلّ عن (٧) أن يحيط به مخلوق ؛ لأنه إذا أحاط المخلوق بالخالق ، فالمخلوق أعلى من الخالق (٨) ، تعالى (٩) الله (١٠) عن ذلك ؛
__________________
(١) ـ ان : ـ B ، نتفكر : يتفكرC (٢) من عجائب : + من عجائب C (٣) ـ نستدل : يستدل C (٤) ـ لا نحيط : لم يحطC (٥) فيه : ـ C (٦) ـ تعالى : ـ B (٧) ـ عن : ـ C (٨) ـ به مخلوق ... الخالق يحيط : ـ A (٩) تعالى : تع C (١٠) الله : ـ B