من أن يكون (١) لاحد فى ملكه سلطان. قالوا : فكيف هو؟ قال : هو أمر بين أمرين ، لا إجبار ولا تفويض.
(٧) فهذا هو سرّ الله الّذي من ترك القول بالعدل والحقّ فيه ، وسلك فيه برأيه وقياسه ، هلك ؛ وهو سرّ الله الّذي أطلع عليه أنبياءه واولياءه (٢) ؛ ولا يوصل إلى معرفته إلّا بتوقيف (٣) منهم. وكذلك كلّ أمر ملتبس فى الدّين لا يلحق الّا بتوقيف (٤) منهم ؛ ومن لم يرجع فى ذلك الى الاصل (٥) يأخذه عنهم (٦) ، وقال فى ذلك برأيه وقياسه ، لم يزل الدهر فى التباس ، على نحو ما روى فى الحديث الّذي عاب به الملحد ، وذكر أنّ هذا الحديث ينهى عن النّظر. وقد ذكرنا فى باب النّظر ما فيه كفاية لمن أنصف. وإنّما هذا الحديث ينهى عن الخوض فيما ليس فى (٧) وسع المخلوقين أن يدركوه برأيهم وقياسهم ، ولا يعرفونه إلّا بتوقيف (٨) من العلماء البررة كما ذكرنا ، الذين هم قادة الأنام. ومن قاس برأيه فى مثل هذه الغوامض ، على غير أصل من أصولهم وابتدع (٩) بقياسه (١٠) ما يعقد به الرئاسة ، لا يزال الدهر فى التباس ؛ وهذا هو القياس المنهىّ عنه.
__________________
(١) ـ يكون : تكون A (٢) ـ اولياءه : + عليهمالسلام BC ـ (٣) ـ بتوقيف : بتوفيق A (٤) ـ بتوقيف : بتوفيق A (٥) الاصل : اصل AB (٦) عنهم : منهم B (٧) ـ فى : ـ B (٨) ـ بتوقيف : بتوفيق A (٩) ـ ابتدع : يبتدع ABC (١٠) ـ بقياسه : به AB